لجأت البنوك المركزية في العديد من الدول إلى رفع سعر الفائدة، جراء التداعيات الاقتصادية العالمية للحرب الروسية الأوكرانية التي أربكت السياسة النقدية في الأسواق المحلية والعالمية.
وكان البنك الفيدرالي الأمريكي، قد رفع أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق 0.25% – 0.50%. أما في منطقة الشرق الأوسط، فقرّر البنك المركزي السعودي الذي يمثل أحد أكبر اقتصادات المنطقة، رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء “الريبو” بمقدار 0.25 في المئة من 1.00 إلى 1.25 في المئة، بهدف المحافظة على الاستقرار النقدي ودعم استقرار القطاع المالي في ظل التطورات النقدية في الأسواق المحلية والعالمية، وفقاً لبيان.
وفي ظل هذه التطورات الاقتصادية، تطرأ تساؤلات بشأن ارتفاع سعر الفائدة، فماذا يعني؟، وما تأثيره على الودائع والقروض؟
يعد رفع أسعار الفائدة معياراً يحدد نسبتها على القروض التي تحصل عليها البنوك من البنك المركزي، وبناء عليها تضع البنوك خططها في آلية احتساب جديدة لأسعار الفائدة على القروض التي تقدمها للعملاء.
ما يعني أنه كلما ارتفع سعر الفائدة الذي يضعه البنك المركزي، تزيد نسبة الفائدة بشكل تلقائي على القروض الجديدة، بالعملات المقومة بعملة المركزي أو المرتبطة بها.
على سبيل المثال، عندما ترتفع نسبة التضخم في الاقتصاد (أي زيادة أسعار السلع والخدمات)، تُقْدِم البنوك المركزية للدول على رفع أسعار الفائدة، من أجل رفع قيمة المال، ومن ثم التقليل من نسبة الاقتراض من البنوك مقابل الإقبال على الودائع البنكية، فضلاً عن تخفيض الإنفاق والطلب على الاستهلاك مما يسهم في خفض التضخم.
وعلى عكس ذلك، في حالة الركود الاقتصادي، تضطر البنوك المركزية للدول إلى خفض سعر الفائدة؛ بهدف خفض قيمة الأموال، وبالتالي يزداد الاقتراض، وينتعش الإنفاق الاستهلاكي، ما يعني أن قيمة سعر الفائدة تتوقف على مؤشر التضخم والركود.
تأثيرات رفع سعر الفائدة
عادة ما يحتاج رفع سعر الفائدة إلى مدة تقدر بنحو عام، من أجل قياس النتائج المترتبة عليه، حيث يؤدي رفع سعر فائدة الاقتراض سواء للشركات أو الأشخاص إلى انخفاض الاستثمارات والإنفاق الاستهلاكي للأفراد، بينما يحدث العكس عند خفض الفائدة، فرفع سعر الفائدة أو خفضه يرتبط بأسعار السندات التي تصدرها الشركات والدول للاقتراض من أسواق المال.
أعلى معدلات الفائدة عربيًا: الطريق الآمن للاقتصادات الناشئة
رغم ارتفاع أسعاره.. لماذا يشتري الناس الذهب وقت النزاعات والأزمات؟