ورد أول ذكر للكرملين في كتاب Hypatian Chronicle الذي يعتبر من أهم مصادر التاريخ الروسي، وكان ذلك عام 1147، ووصفه بحصن إقامة يوري دولغوروكي، أمير سوزدال، على الضفة اليسرى لنهر موسكو.
في هذا الموضوع نأخذكم في رحلة استكشافية لتاريخ هذه القلعة العتيقة، ونعرفكم على ما تضمه داخلها.
تاريخ الكرملين
في القرن الثالث عشر، كان الكرملين المقر الرسمي للسلطة العليا – مركز الحياة الزمنية والروحية للدولة، وفي أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر، اعتُبر أحد التحصينات الرئيسة في أوروبا.
تقع أهم كنائس الكرملين في موسكو في ساحة الكاتدرائية. تلك الكنائيس هي: كاتدرائية دورميتيون، وكنيسة رئيس الملائكة، وكنيسة البشارة وبرج الجرس في إيفان فيليكي.
تم تصميم جميعها تقريبًا من قبل المهندسين المعماريين الإيطاليين، وهو ما يظهر بوضوح في أسلوبهم المعماري.
معالم الكرملين
بُنيت كاتدرائية الصعود ذات القباب الخمس (1475- 1479) من قبل المهندس المعماري الإيطالي أرسطو فيورفانتي، وزُخرفت من الداخل بلوحات جدارية وحاجز أيقونسطاس خماسي المستويات. وقد أصبحت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الرئيسية مكانًا للزفاف والتتويج لكبار الأمراء والقياصرة والأباطرة بالإضافة إلى ضريح للمطارنة والبطاركة.
في 1505- 1508 بُني برج الجرس إيفان فيليكي، ويبلغ ارتفاعه 82 مترًا، وقد كان أعلى مبنى في روسيا، وهو النقطة المحورية لمجموعة الكرملين.
يعد قصر الأوجه (1487- 1491) من أقدم المباني المدنية في الكرملين، وهو الأكثر شهرة، وقام المهندسان المعماريان الإيطاليان ماركو فريزين وبيترو أنطونيو سولاريو، ببنائه كقاعة كبيرة لإقامة احتفالات الدولة واستقبالات السفراء الأجانب.
[two-column]
في القرن الثالث عشر، كان الكرملين المقر الرسمي للسلطة العليا – مركز الحياة الزمنية والروحية للدولة
[/two-column]
الكرملين في القرن الـ 18
منذ أوائل القرن الثامن عشر، عندما انتقلت العاصمة الروسية إلى سانت بطرسبرغ، لعب الكرملين دورًا احتفاليًا في الوظائف الدينية، وبحلول نهاية القرن، توسع المجمع المعماري للكرملين مع إعادة بناء الأرسنال بعد حريق ماتفي كازاكوف عام 1797، وتم بناء مجلس الشيوخ في 1776- 1787 وفقًا لخطط المهندس المعماري نفسه ليكون موطنًا لأعلى وكالة لسلطة الدولة في الإمبراطورية الروسية – مجلس الشيوخ الحاكم، واليوم هو مقر إقامة رئيس روسيا.
داخل الكرملين
تحتوي جدران الكرملين سلسلة فريدة من روائع العمارة والفنون التشكيلية، وتوجد آثار دينية ذات جمال استثنائي مثل كنيسة البشارة وكاتدرائية دورميتيون وكنيسة رئيس الملائكة وبرج الجرس في إيفان فيليكي، وهناك قصور مثل قصر الكرملين الكبير الذي يضم كنيسة ميلاد العذراء وقصر تيرمنوي، وفي الساحة الحمراء يوجد القديس باسيل المبارك، الذي لا يزال صرحًا رئيسيًا للفن الأرثوذكسي الروسي.
ينعكس تاريخ الكرملين والساحة الحمراء في الوثائق الأرشيفية من القرنين الثاني عشر والتاسع عشر، منها سجلات العصور الوسطى، والمسوحات العقارية، وكتب البناء التقديرية، والقوائم المرسومة، والمخزونات، والمذكرات الأجنبية.
وفي المسائل الرسومية مثل المخطوطات والسجلات، والنقوش، والمطبوعات الحجرية، واللوحات والصور الفوتوغرافية، وهذه الوثائق هي مصادر معلومات استثنائية.
يحافظ الكرملين في موسكو على ذكرى التحصينات الخشبية التي أقامها يوري دولغوروكي حوالي عام 1156 على التل عند التقاء نهري موسكوفا ونجلينايا.
من خلال تصميمه وتاريخ تحولاته، فإن كرملين موسكو هو النموذج الأولي للكرملين – القلعة في وسط المدن الروسية القديمة مثل بسكوف، تولا، قازان أو سمولينسك.
حماية الكرملين
وفقًا لمرسوم رئيس جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية المؤرخ في 18 ديسمبر 1991، تم إدراج كرملين موسكو ضمن الممتلكات الثقافية المحمية بشكل خاص لدول روسيا – وهي أعلى حالة حفظ للآثار الثقافية والتاريخية في التشريع الروسي.
تقع مسؤولية سياسة المدينة فيما يتعلق بحماية التراث الثقافي وتنظيم تخطيط المدن على عاتق حكومة مدينة موسكو، ممثلة في إدارة التراث الثقافي، وإدارة التنمية الحضرية، ولجنة التنمية الحضرية والعمارة في موسكو.
في عام 1997 تمت الموافقة على حدود المنطقة العازلة من أجل الحفاظ على الممتلكات، وعلى البيئة المعمارية التاريخية واستعادتها، بالإضافة إلى التصور البصري المتكامل للممتلكات.
روسيا تعاقب “الدول غير الصديقة”.. من هم؟
