أصبح من الصعب أن يختفي أي شيء على الكرة الأرضية دون أثر، وذلك بفضل التطور التكنولوجي للأقمار الصناعية التي تصور وترصد كل شيء بدقة.
رصدت خرائط “غوغل“، وجود عدد كبير من الطائرات المدنية المعطلة في مطار “مهرآباد” بالعاصمة الإيرانية طهران، وهي طائرات مهملة وتستخدم في الأغلب لتزويد باقي الأسطول الإيراني بقطع الغيار اللازمة، لعجزه عن الاستيراد بسبب العقوبات المفروضة عليها على خلفية ممارسات إيران النووية.
الأزمة تتفاقم
ويمكن وضف المشهد بـ “المقبرة”، إذ رصدت الصور عددًا كبيرًا من الطائرات المهترئة، مخزنة في أحد أركان مطار “مهرآباد”، وذكرت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية أن الصور تكشف الحقيقة المحزنة للأسطول الجوي الإيراني، إذ تعاني عشرات الطائرات هناك من مشاكل فنية بسبب عدم وجود قطع غيار.
ويعاني النظام في طهران على مدى العقود الأربعة الماضية، أي منذ قيام النظام الثوري الديني في البلاد، من أزمة فيما يتعلق بالأسطول الجوي، لأنه عاجز عن شراء الطائرات، أو حتى صيانتها بسبب العقوبات الغربية، وتحديدًا الأمريكية التي غُلظت بعد اقتحام واحتلال السفارة الأمريكية في طهران من قبل طلبة وصفوا أنفسهم بـ “السائرون على نهج الإمام الخميني”.
[two-column]
إيران قد تستطيع أن تقوم بتصنيع بعض المكونات والأجزاء التي تحتاجها لصيانة أسطولها الجوي، أو حتى شراء بعض النواقص من السوق السوداء، ولكنها لن تستطيع التزود بالأجزاء الأكثر حساسية، وبالتالي لن يكون أمامها سوى تحويل الطائرات القديمة إلى “سكراب”، فتصبح بدون أي استخدام نافع وتتحول إلى خردة معدنية.
[/two-column]
ومن جانبه يقول الطيار “روس إيمر”، الذي سبق له العمل في الخطوط الجوية الإيرانية، خلال سبعينيات القرن الماضي، إن الطائرات التي ظهرت في الصور التي رصدتها خرائط “غوغل”، هي طائرات ركاب من طراز “بوينغ” و”إيرباص” وطائرات ركاب روسية، موضحاً أن هذه الطائرات إما ليس بها محركات أو أن بعض أجزائها تمت إزالته من أجل تشغيل طائرات أخرى.
طائرات عراقية
معظم هذه الطائرات تعود ملكيتها للعراق، وتم إيداعها في طهران في يناير 1991، خلال فترة حرب الخليج، ووفقًا لإحصائية صادرة سابقًا عن وزارة الخارجية العراقية، يبلغ عدد الطائرات المدنية والعسكرية العراقية في إيران حوالي 146 طائرة، وامتنعت إيران عن إعادتها إلى بغداد مرة أخرى.
وأشار “إيمر”، إلى أن إيران قد تستطيع أن تقوم بتصنيع بعض المكونات والأجزاء التي تحتاجها لصيانة أسطولها الجوي، أو حتى شراء بعض النواقص من السوق السوداء، ولكنها لن تستطيع التزود بالأجزاء الأكثر حساسية، وبالتالي لن يكون أمامها سوى تحويل الطائرات القديمة إلى “سكراب”، فتصبح بدون أي استخدام نافع وتتحول إلى خردة معدنية.
يذكر أن شركات الطيران الإيرانية، تراقب عن كثب المفاوضات الجارية في “فيينا”، لأن العودة إلى الاتفاق النووي، سيؤدي لرفع بعض أو كل العقوبات عن طهران، وبالتالي ستستطيع تلك الشركات تحديث الأسطول الجوي، واستيراد قطع الغيار اللازمة لصيانة الطائرات المعطلة.
يلاحظها المسافرون.. سبب وجود ثقوب صغيرة في نوافذ الطائرة
