قررت منظمة اليونسكو حذف موقع مرفأ مدينة ليفربول الإنجليزية من قائمتها للتراث العالمي، بعد التصويت وموافقة أكثرية الثلثين، بسبب مخاوف بشأن مشاريع تطوير مفرطة استمرت سنوات قرب موانئها التي ترجع للعهد الفيكتوري، ما جعل الموقع يفقد أصالته.
وكان مركز مدينة ليفربول التاريخي والأحواض المائية فيها شاهدة على تطور أحد المراكز التجارية الرئيسية في العالم خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كما يبين هذا الموقع التطورات الرائدة التي حدثت في مجال التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في الأحواض المائية وفي نظم النقل وإدارة المرافئ.
[two-column]
أفقد هذا القرار ليفربول وضعها كموقع للتراث العالمي منذ 2004، والذي جعلها شهيرة كتاج محل، لتصبح ثالث موقع ينال هذه الحظوة بعد محمية المها العربي في سلطنة عمان سنة 2007، ووادي إلبه في دريسدن الألمانية سنة 2009
[/two-column]
ويعود هذا القرار إلى المخططات الموضوعة لاستصلاح المرفأ، بما يشمل تشييد مبان شاهقة ومدرج جديد لكرة القدم، ما قد “يلحق أضرارا دائمة” بالطابع التراثي للموقع، وفق لجنة اليونسكو. وكانت ليفربول أدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي إثر عملية تجديد طموحة للواجهة البحرية وأرصفة السفن بعد عقود من التراجع.
وكان المجلس الدولي للآثار والمواقع، وهي هيئة استشارية لليونسكو، قد “طلب مرارا” من الحكومة البريطانية تقديم ضمانات أقوى عن مستقبل المدينة المدرجة منذ سنة 2012 على قائمة التراث المهدد. إلا أن مشاريع التجديد تواصلت لدرجة باتت تفقد الموقع أصالته. ويشكل ملعب كرة القدم الجديد لنادي إيفرتون الذي وافقت عليه الحكومة من دون أي تحقيق عام، “أحدث مثال عن مشروع ضخم يتعارض تماما” مع أهداف اليونسكو، بحسب المجلس.
من جهتها علقت الحكومة البريطانية على القرار معربة عن “خيبة أمل بالغة” لدى بريطانيا. وأضافت: “نعتبر أن ليفربول لا تزال تستحق تصنيفها على قائمة التراث العالمي نظرا إلى الدور الهام الذي أدته أرصفة السفن في التاريخ والمدينة بشكل أوسع”.
وعارضت بلدان عدة بينها أستراليا التي يواجه الحاجز المرجاني العظيم فيها أيضا احتمال ملاقاة المصير عينه، سحب ليفربول من قائمة اليونسكو، كما طالبت البرازيل والمجر ونيجيريا إرجاء القرار عاما واحدا لإعطاء مزيد من الوقت للمجلس البلدي الجديد المنتخب مؤخرًا.