قبل نحو 10 أعوام كان الضباب الدخاني يغطي سماء مدينة بكين الصينية، الناس يرتدون أقنعة الوجه لحماية أنفسهم من التلوث، ولا يستطيعون رؤية المباني القريبة التي يغطيها الغبار.
تستضيف المدينة نفسها دورة الألعاب الأولمبية الشتوية هذا العام، لكن الهواء يبدو صافيًا بما يكفي للرياضيين لرؤية الجبال المحيطة بالمدينة، والسماء زرقاء خلافًا لما كانت عليه قبل بضع سنوات.. فما الذي تغير؟
خطة مكافحة
بعد أن وصل التلوث إلى مستويات قياسية في عام 2013، وأصبح موضع اهتمام دولي واستياء عام واسع النطاق، أطلقت الصين خطة طموحة لتحسين جودة الهواء، وقالت إنها ستكافح التلوث “بقبضة من حديد”، كانت الجهود التي تلت ذلك مماثلة للإجراءات التي اتخذتها الصين في السابق لضمان سماء صافية لدورة الألعاب الصيفية لعام 2008 في بكين، لكن على نطاق أوسع.
فُرضت معايير أكثر صرامة على المحطات التي تعمل بالفحم، وقُلِّل عدد السيارات على الطريق لخفض انبعاثاتها، وأُعطِي المسؤولون المحليون أهدافًا بيئية، واستُبدِلت الغلايات التي تعمل بالفحم في المنازل بسخانات تعمل بالغاز أو الكهرباء.
ما النتائج؟
رغم كل هذا التقدم، فإن متوسط تلوث الهواء السنوي في بكين العام الماضي لا يزال أكثر من 6 أضعاف الحد الذي وضعته إرشادات منظمة الصحة العالمية.. ما زالت الصناعات التي تعمل بحرق الفحم تحيط بالمدينة، ما يعني أنها عرضة لأيام الهواء السيئة، وعندما يحدث ذلك يمكن أن يعتمد على عوامل مثل حركة السيارات أو مقدار الرياح الموجودة للتخلص من الضباب الدخاني.
مع ذلك يشيد المسؤولون الصينيون بإنجازاتهم، في العام الماضي قالوا إن هناك 288 يومًا من أيام جودة الهواء في بكين، مقارنة بـ176 يومًا في عام 2013.
كيف تتأثر الصحة؟
تأثيرات تلوث الهواء عميقة وتشمل تهيج العين وصعوبة التنفس، ومن المرجح أن يشعر الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية بما في ذلك الربو بالآثار. يمكن للجسيمات الدقيقة جدًا التي تشكل تلوث الهواء أن تتغلغل في رئتي الناس، وقد ارتبطت بمشاكل صحية، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب وانخفاض وظائف الرئة.
ماذا بعد؟
التزمت الصين بأن تكون محايدة للكربون بحلول عام 2060، ورغم أن البلاد لا تزال تعتمد بشكل كبير على الفحم لتوليد الكهرباء، فإنها حققت تقدمًا كبيرًا في الحد من الانبعاثات، مع تطور بسرعة الحصول على طاقة نظيفة من مصادر مثل الرياح والطاقة الشمسية.
لماذا قررت أمريكا مقاطعة دورة الألعاب الشتوية في بكين؟