قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “جو بايدن”، إنه يعتقد أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين“، سيتحرك بالفعل بشأن الأزمة في أوكرانية، ولكنه لا يريد أن تكون حربًا شاملة، وحذره من خطورة اختبار الغرب قائلاً “سيدفع ثمنًا غاليًا إذا حاول اختبار الغرب”.
وفي المقابل تنفي موسكو نيتها غزو أوكرانيا، ولكنها تطالب بضمانات لحماية أمنها، في الوقت ذاته تواصل تعزيزاتها العسكرية على الحدود الأوكرانية، حيث تُشير التقديرات إلى أن روسيا لديها حوالي 100 ألف جندي في حالة تأهب على الحدود مع “كييف”.
رفض المطالب وفشل المحادثات
وتتمسك موسكو بمجموعة من المطالب، أبرزها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف “الناتو” مطلقًا، وأن تكون الأنشطة الدفاعية العسكرية محدودة لدى دول الحلف بما في ذلك بولندا، ولكن المحادثات التي كانت تجري الأسبوع الماضي فشلت في تحقيق الانفراجة المنتظرة، خاصة أن حكومات الدول الغربية رفضت بعض المطالب الروسية.
وكانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، بعد الإطاحة بالحكومة الموالية لبوتين في أوكرانيا، ومن ثم قامت بدعم المتمردين الذين يسيطرون على أجزاء من شرق أوكرانيا للدخول في حرب دامية مع القوات الحكومية.
وتُشير بعض التقديرات إلى أن الصراع بين المتمردين والقوات الأوكرانية، قد أودى بحياة 13 ألف شخص وتسبب في نزوح أكثر من مليوني شخص، وسط مخاوف من تجدد المواجهات ولكن هذه المرة بتدخل علني من الجيش الروسي وبالتالي ستكون الخسائر أكبر بكثير.
[two-column]
قال “بايدن” إنه يأمل أن يفهم الرئيس “بوتين” أنه، من دون الذهاب إلى حرب نووية شاملة، هو ليس في وضع جيد للغاية للسيطرة على العالم، لذا لا يعتقد أنه يفكر في ذلك، لكن هذا مصدر قلق.
[/two-column]
الحرب النووية وقلق “بايدن”
وعند سؤال الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، عن توقعاته بشأن نية “بوتين” اختبار الغرب فرد قائلًا:”هل أعتقد أنه سيختبر الغرب؟ يختبر الولايات المتحدة والناتو قدر استطاعته؟ نعم، أعتقد أنه سيفعل ذلك ولكنني أعتقد أنه سيدفع الثمن غاليًا، لأنه لم ير قط عقوبات مثل تلك التي وعدت بفرضها إذا تحرك”، مشددًا على أن المستوى الدقيق للعقاب سيتوقف على حجم أي غزو سيقوم به “بوتين”.
ورد “بايدن” على سؤال حول مدى قلقه من اندلاع الحرب في أوكرانيا وتورط دول حلف “الناتو” فيها قائلًا:”الحرب الوحيدة الأسوأ من تلك المقصودة، هي تلك غير المقصودة، وما يقلقني هو أن ذلك يمكن أن يخرج عن السيطرة، آمل أن يفهم الرئيس “بوتين” أنه، من دون الذهاب إلى حرب نووية شاملة، هو ليس في وضع جيد للغاية للسيطرة على العالم، لذا لا أعتقد أنه يفكر في ذلك، لكن هذا مصدر قلق”.
وعقب تصريحات الرئيس الأمريكي، بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، أصدر البيت الأبيض بيانًا لتوضيح موقف واشنطن من مواجهة الخطر الروسي، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، “جين بساكي”، إن أي عبور للقوات الروسية إلى الأراضي الأوكرانية سنعتبره غزوًا، وسنواجهه بموقف قوي وموحد”.
وعلى الرغم من تصاعد حدة التصريحات الأمريكية تجاه الأزمة، ما زال “بايدن” منفتحًا على المناقشة مع روسيا، حيث أكد أن عقد قمة مع “بوتين” لا يزال “احتمالا قائمًا”.
لقاء مرتقب
ومن المنتظر أن يلتقي “أنتوني بلينكن”، وزير الخارجية الأمريكي، بنظيره الروسي “سيرغي لافروف”، في جنيف غدًا الجمعة، بعد زيارة لأوكرانيا ومحادثات مع الحلفاء الأوروبيين في برلين، حيث قال “بلينكن”، خلال زيارته لكييف، إن روسيا يمكن أن تهاجم أوكرانيا “في وقت قصير جدًا”، مهددًا موسكو بفرض عقوبات صارمة إذا حدث ذلك.
الأزمة تتصاعد.. “بايدن” يهدد “بوتين” بعقوبات قاسية حال غزو أوكرانيا
الصراع على أوكرانيا.. مخاوف من حرب روسية غربية محتملة في 2022