ازداد معدل الإصابة بفيروس كورونا بين صفوف الملقحين بالفعل في عدد من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وغيرها، جاء ذلك بالتزامن مع ظهور المتحورين دلتا وأوميكرون.
أثار ذلك تساؤلات واسعة بين أوساط العلماء حول مدى فعالية اللقاحات الحالية ضد المتحورات الجديدة، وما إذا كان منحنى الإصابات سيستمر في الصعود.
وبحسب تقرير نشرته بي بي سي، فإن الموجة الأولى من اللقاحات التي أنتجتها فايزر وأسترازينيكا وغيرها، طُورت في الأساس من أجل تخفيف حدة الإصابة بالفيروس، بحيث لا تستدعي دخول المصاب إلى المستشفى، أو تؤدي إلى الوفاة.
وقال مدير الجمعية البرازيلية لتعزيز المناعة “ريناتو كفوري” إن اللقاحات منوطة بالحماية من الأعراض القوية والخطرة لكورونا أكثر من كونها تقدم حماية من الأشكال المعتدلة أو الخفيفة منها، وهذا يفسر زيادة فعالية اللقاحات مع الإصابات الشديدة.
يتشابه ذلك إلى حد كبير مع لقاح الإنفلونزا الذي يستخدمه البشر منذ عقود طويلة، فالجرعة التي يتلقاها الأفراد كل عام لا تمنع إصابتهم بفيروس الإنفلونزا، ولكنها توفر لهم حماية من الإصابات المتكررة والمضاعفات، خاصة لفئة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة مثل كبار السن والحوامل والأطفال.
[two-column]
المناعة ضد كوفيد بعد اللقاح ليست أبدية، إنما ينخفض مستوى الحماية الذي يقدمه أو يرتفع حسب نوع اللقاح المستخدم وعمر الشخص، الأمر الذي عزز فكرة الحصول على جرعة ثالثة من اللقاح لتوفير الحماية المطلوبة لدى فئات بعينها.
[/two-column]
هذا المنهج في عمل اللقاحات لا يعني أنه غير مفيد، بل على العكس، فله تأثير مباشر وقوي على انخفاض أعداد المرضى في المستشفيات، ما يترتب عليه غرف طوارئ أقل ازدحاماً وعدم الانشغال الكامل لطواقم الرعاية الصحية، وهو عكس ما كان عليه الحال في ذروة تفشي الوباء في بداية الجائحة التي شهدت انهياراً في أنظمة الرعاية الصحية بالكامل.
ووفقاً لبيانات صندوق الكومنولث، ساهمت اللقاحات ضد كورونا في منع 1.1 مليون حالة وفاة و 10.3 مليون حالة دخول إلى المستشفى في الولايات المتحدة فقط اعتباراً من نوفمبر 2021، فيما أشارت تقديرات المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية، إلى إنقاذ حياة 470 ألف شخص ممن تجاوزوا الستين عاماً في 33 دولة في جميع أنحاء أوروبا منذ بدء التلقيح ضد الفيروس.
ويفسر العلماء أسباب عودة منحنى الإصابات بالفيروس إلى الصعود مجدداً لدى من تلقوا اللقاح، وذلك من خلال 3 عوامل، أولها عودة تجمعات الأشخاص في موسم الأعياد واحتفالات العام الجديد، ما أدى إلى زيادة الإصابات.
وكذلك أن المناعة ضد كوفيد بعد اللقاح ليست أبدية، إنما ينخفض مستوى الحماية الذي يقدمه أو يرتفع حسب نوع اللقاح المستخدم وعمر الشخص، الأمر الذي عزز فكرة الحصول على جرعة ثالثة من اللقاح لتوفير الحماية المطلوبة لدى فئات بعينها.
أما العامل الثالث، فيتمثل في أن المتحور أوميكرون سريع الانتقال والانتشار بين البشر، واللقاحات الحالية المعتمدة عالمياً أظهرت فعالية أقل في مواجهته.
الأردن يبدأ إعطاء جرعة ثالثة من لقاح كورونا لجميع البالغين