جمعهما يوم الميلاد نفسه، لكن في سنوات مختلفة، سارا بخطوات متشابهة في حكم السودان، طالت مدة حكمهما لكن انتهى بهما الحال إلى مصير مشابه، أحدهما تُوفي بعد النفي والعودة مرة أخرى للبلاد، والآخر ما زال على قيد الحياة ويُحاكَم في عدة تُهم مسندة إليه.
جعفر النميري
وُلد في 1 يناير عام 1931 في أم درمان، أنهى المراحل الأولى من دراسته ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1952، ثم حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية سنة 1966.
عمل ضابطًا في الجيش السوداني قبل أن يصبح رئيسًا لمجلس ثورة مايو 1969، ووصل إلى الحكم بعد إعلانه استيلاء القوات المُسلحة السودانية على السلطة في بيان بثته إذاعة أم درمان، وفي اليوم نفسه ترقى إلى رتبة لواء ثم مُشير لاحقًا.
فرض الشريعة الإسلامية في عام 1983، وهو قانون يُنظر إليه على أنه الحافز الرئيس لحرب استمرت 22 عامًا وأدت إلى حشد الشمال المسلم ضد الجنوب الذي تقطنه أغلبية مسيحية.
واجه عدة انقلابات خلال فترة حكمه، وتمكن من إحباطها، قبل أن يتوقف النمو الاقتصادي في السودان خلال فترة حكمه مع طوابير طويلة للبنزين والسلع الأساسية الأخرى، وبحلول عام 1985، تفاقمت مشاكله بسبب الديون الخارجية البالغة 9 مليارات دولار، وتدفُّق اللاجئين من البلدان المجاورة، إضافة إلى الجفاف المدمر.
سافر إلى الولايات المتحدة لطلب المزيد من المساعدات، قبل نحو شهر من الإطاحة به، واندلعت أعمال الشغب ما أدى إلى سقوطه، واستولى عمر حسن البشير على السلطة في عام 1989، مع نفي النميري إلى القاهرة، لكنه عاد مرة أخرى إلى السودان عام 1999، ووجه دعوات للوحدة الوطنية، لكنه لعب دورًا ضئيلًا في السياسة السودانية، قبل وفاته عام 2009.
عمر البشير
وُلد في 1 يناير عام 1944 في شمال السودان، تخرج في الكلية الحربية السودانية عام 1967، وشارك ضمن القوات السودانية في حرب أكتوبر 1973 على الجبهة المصرية.
كان أحد قادة الجيش ومسؤولًا عن العمليات في الجنوب خلال الحرب بين الشمال وقوات جيش التحرير السوداني، ثم قاد انقلابًا عسكريًا ضد الحكومة التي كان يتزعمها رئيس الوزراء الصادق المهدي، عام 1989، وتولى منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، وفي العام نفسه تقلد منصب رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية السودانية معًا.
كانت مدة حكم البشير 30 عامًا، وطوال هذه الفترة لم تُجْرَ أي انتخابات رئاسية سوى في 2010، وفاز فيها عقب انسحاب المعارضة بعدما وصفت الانتخابات بأنها غير نزيهة.
شهد عهده عدة أزمات، أبرزها أزمة دارفور في 2003، التي اندلعت فيها احتجاجات واسعة رافضة لتقسيم الإقليم إلى ولايات، صحبتها اتهامات للبشير بتهميش سكان الإقليم، واتُّهم بتدبير حملة لارتكاب أعمال قتل جماعي في دارفور أدت الى مقتل 35 ألف شخص، واستخدام الاغتصاب والتجويع والترهيب في مخيمات اللاجئين، كأسلحة في الحرب.
أقالت القوات المسلحة السودانية الرئيس البشير من منصبه في 2019، بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية السودانية بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والاعتراض على سياسات البشير، وزيادة أسعار السلع الغذائية والوقود وتدهور مستوى المعيشة، وواجه البشير هذه الاحتجاجات بالقوة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فوُضع البشير بعدها قيد الإقامة الجبرية، ثم اعتُقل لمحاكمته في عدة اتهامات محلية ودولية.
سياسيون ورؤساء رحلوا عن عالمنا في 2021