رغم أن معدل المواليد العالمي في حالة انخفاض منذ عام 1950، إلا أنه في السنوات الأخيرة كان الانخفاض صارخاً، حسب البيانات التي يجمعها مكتب المراجع السكانية غير الربحي، والذي يتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقراً له.
وحسب المكتب فإنه في عام 2021 بلغ معدل الخصوبة العالمي 2.3 مولود لكل امرأة، مقابل 3.2 مولود في عام 1990.
رغبة الإنجاب تتراجع
وفق استطلاع رأي جديد أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن نسبة متزايدة من البالغين الأمريكيين الذين ليس لديهم أطفال وتتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً، ينوون البقاء على هذا الوضع، حسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وفي كل بلدان أوروبا، كان معدل الخصوبة في عام 2021 أقل من 2.1 مولود لكل امرأة، وهو ما يُعتبر بشكل عام “معدل الاستبدال” للسكان، علماً بأن معدلات المواليد سجلت أدنى مستوياتها في عدد من تلك البلدان.
ما الأسباب؟
يقول دانييل فينيولي، أستاذ الديموغرافيا بجامعة فلورنسا، في كلمته خلال ورشة عمل بحثية استضافها معهد الجامعة الأوروبية عبر تطبيق زووم، إن التفسير الأساسي لهذا الأمر هو تنامي حالة الشك وعدم اليقين، مضيفاً أنه قد أصبح من الصعب على الأفراد توقع مستقبلهم في ظل التغير الذي تشهده جبهات عديدة بسرعة وبتقلبات متزايدة.
وحسب “بي بي سي” فإن عدم الاستقرار المالي وتغير المناخ والاضطرابات السياسية كلها عوامل تتسبب في إعادة تفكير العديد من الآباء في عدد الأطفال الذين يريدون إنجابهم، إذ يجعلهم ذلك يتبنون نظرة كئيبة للمستقبل.
وكانت دراسة أمريكية أجريت عام 2019 قد أشارت إلى أن فقدان بعض الوظائف، بما في ذلك التصنيع، كان له تأثير أكبر من البطالة الإجمالية على معدل الخصوبة الإجمالي.
[two-column]
عدم الاستقرار المالي وتغير المناخ والاضطرابات السياسية كلها عوامل تتسبب في إعادة تفكير العديد من الآباء، في دول عديدة، بعدد الأطفال الذين يريدون إنجابهم
[/two-column]
فيما تقول أليسون جيميل، الأستاذ المساعد في قسم السكان والأسرة والصحة الإنجابية في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة: “إن هناك انخفاض في الوظائف الجيدة للأشخاص من الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط – الوظائف النقابية والبناء والتصنيع. هذه الوظائف لم تعد كما كانت، وهي وظائف مستقرة وجيدة لذوي المستويات التعليمية المنخفضة”.
وتشير جيميل إلى أن صعود العمل المؤقت والعمل بنظام الورديات (الوظائف التي لا تأتي عموماً بمزايا عائلية، مثل رعاية الأطفال أو الرعاية الصحية) يثير تساؤلات حول الاستقرار المستقبلي، ويؤثر على اتخاذ القرار بشأن الإنجاب.
وأظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في مركز التغيير السكاني بجامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة، أن الافتراض المعتاد بأن الناس سيمتلكون منزلاً قبل إنجاب الأطفال – وهو الأمر الذي كانت تدعمه البيانات حتى عام 2012 – لم يعد صحيحاً؛ ففي الواقع، قد تعني الحقائق المالية الآن أنه يتعين على الشباب الاختيار بين امتلاك منزل أو إنجاب طفل أو أكثر.
الصين تشجع مواطنيها على زيادة الإنجاب!
لماذا لا يريد الأمريكيون الإنجاب؟
الأحوال المدنية السعودية تخص الآباء بإجراء معين دونًا عن الأمهات
