منحت المملكة العربية السعودية جنسيتها لخطاط مصاحف المدينة المنورة، الشيخ عثمان عبده طه، وهو أحد المتميزين من أصحاب الخبرات والتخصصات النادرة الذين حصلوا على الجنسية السعودية.
يأتي هذا بهدف فتح باب تجنيس الكفاءات في مختلف المجالات، بما يسهم في تعزيز التنمية والنفع على السعودية من خلال الخبرات والكوادر.
من هو عثمان طه؟
وٌلد في مدينة حلب عام 1934م، وأخذ مبادئ الخط من والده الذي كان يجيد خط الرقعة، ويعمل إمامًا وخطيبًا لمسجد البلد وشيخ كتابها.
تتلمذ على يد مشايخ الخط في مدينة حلب بعدما أتم دراسة المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وكانت المرحلة الجامعية في مدينة دمشق، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق في 1964م.
حصل على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي، حامد الآمدي، عام 1973م، وعُيّن عضوًا في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي منذ عام 1988م.
درس خطاط مصاحف المدينة المنورة الرسم وعلم الزخرفة، وعُيّن خطاطًا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وكاتبًا لمصاحف المدينة النبوية.
كتب المصحف الشريف أكثر من 10مرات، وكلها بالرسم العثماني، طُبِعَ أكثرها وانتشرت في العالم الإسلامي، ودرس خط النسخ دراسة علمية أكاديمية، وأجاد النوع الكلاسيكي منه، ثم عزف عنه إلى أسلوب متميز في كتابة المصاحف.
إنجازات عثمان طه
تخلص من عدة تركيبات خطية كانت تعيق الضبط الصحيح، إضافة إلى أشكال بعض الأحرف من خط النسخ تفاديًا لالتباسها بحروف أخرى مشابهة لها، مثل الهاء المشقوقة، والميم المطموسة بأنواعها، والراء المعكوفة.. وغيرها.
اعتمد على أسلوب تبسيط الكلمة بالأصل في الخط الكوفي الذي كتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة، أي الحرف إلى جانب الحرف، لتأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها بدقة.
اكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية، كما في كثير من المصاحف المخطوطة، لتظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث الترتيب والتنسيق، فضلًا عن خبرة وعلم من علماء القراءات أعضاء اللجان العلمية لمراجعة المصاحف المخطوطة واستفاد من آرائهم في هذا المجال.
اقرأ أيضاً
الحصول على الجنسية السعودية.. الشروط والفئات المستحقة
