عندما تنظر إلى السماء ليلاً لن تشاهد سوى اللون الأسود يتخلله عدد من النجوم الساطعة أو الكواكب، ليظهر السؤال حول سبب هذا اللون الأسود لماذا لا يكون ملوناً أو أزرق اللون مثل السماء نهاراً، والمثير للدهشة أن الإجابة لا علاقة لها بقلة الضوء.
وقال علماء في تقرير لـ Live Science: “قد تعتقد أنه نظرًا لوجود مليارات النجوم في مجرتنا، ومليارات المجرات في الكون والأشياء الأخرى مثل الكواكب وكلها تعكس الضوء، وعندما ننظر إلى السماء ليلاً من المفترض أن تكون شديدة السطوع، لكن بدلاً من ذلك، إنها في الواقع مظلمة”.
ويعرف هذا التناقض المعروف في دوائر الفيزياء وعلم الفلك بمفارقة أولبيرز، ويمكن تفسيره من خلال نظرية توسع الزمكان، وتتمثل الفكرة في أنه لأن كوننا يتوسع أسرع من سرعة الضوء، فالضوء القادم من المجرات البعيدة قد يتمدد ويتحول إلى موجات الأشعة تحت الحمراء والميكروويف وموجات الراديو، والتي لا يمكن اكتشافها بواسطة أعيننا البشرية، ولأنها غير قابلة للاكتشاف، فإنها تظهر سوداء للعين المجردة.
[two-column]
وسبب آخر لظلام الفضاء هو أن الفضاء عبارة عن فراغ شبه كامل، فسماء الأرض زرقاء لأن الجزيئات التي يتكون منها الغلاف الجوي بما في ذلك النيتروجين والأكسجين تبعثر الكثير من الأطوال الموجية الزرقاء والبنفسجية المكونة للضوء المرئي من الشمس في جميع الاتجاهات.
[/two-column]
ومع ذلك، في حالة عدم وجود مادة، ينتقل الضوء في خط مستقيم من مصدره إلى جهاز الاستقبال، ونظرًا لأن الفضاء عبارة عن فراغ شبه مثالي – بمعنى أنه يحتوي على عدد قليل جدًا من الجسيمات – فلا يوجد شيء تقريبًا في الفضاء بين النجوم والكواكب ينثر الضوء على أعيننا، ومع عدم وصول الضوء إلى العيون، يرى اللون الأسود.
وتشير دراسة أجريت العام الجاري في مجلة The Astrophysical Journal إلى أن الفضاء قد لا يكون أسودًا كما كان يعتقد العلماء في الأصل، من خلال رحلة نيو هورايزونز التابعة لوكالة ناسا إلى بلوتو وحزام كايبر، تمكن الباحثون من رؤية الفضاء دون تدخل الضوء من الأرض أو الشمس.
وفحص الفريق الصور التي التقطتها المركبة الفضائية وطرح كل الضوء من النجوم المعروفة، ودرب التبانة والمجرات المحتملة، وكذلك أي ضوء قد يكون قد تسرب من الكاميرا، ووجدوا أن ضوء خلفية الكون ضعف سطوعه المتوقع، وستكون أسباب السطوع الإضافي التي لا تزال غير معروفة هي محور الدراسات المستقبلية.