انتخب البرلمان الألماني، صباح اليوم الأربعاء، أولاف شولتز ، مستشارًا جديدًا لدولة ألمانيا الاتحادية، حيث تم إعلان “شولتز” خليفة لـ “ميركل” بعد حصوله على 395 صوتًا، من أصل 763 عضوًا في البرلمان.
وبعد الإعلان الرسمي، حظي المستشار المنتخب، بدقيقة كاملة من التصفيق، ثم بدء تلقي المباركات وباقات الزهور من الأعضاء في تقليد متبع في البرلمان الألماني، ثم توجه لتحية أعضاء البرلمان فردًا فردًا.
البداية
أعلن “أولاف شولتز” مرارا وتكرارا رغبته في أن يصبح مستشارا لألمانيا، وها هو اليوم ينجح في قيادة الدولة الأوروبية الكبرى، كتاسع مستشار في تاريخها.
عندما أعلن “شولتز” عن تلك الرغبة كانت أشبه بالحلم، فلم يكن أحد يكن يتوقع أن ينجح في الوصول إلى الاستشارية، خاصة أنه عندما أعلن تلك الرغبة كان حزبه يحوز تأييد 14% فقط من الناخبين.
وبثقة قال الكثيرون إنها في غير محلها، وقف “شولتز” في أبريل الماضي أمام مؤيدي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والصحفيين قائلًا: “أريد أن أصبح مستشارًا لألمانيا”.
إصرار على الهدف
ومن أبرز المواقف التي اثبت فيها “شولتز” إصراره على الهدف كان في أبريل 2019،عندما تحدث لمدة 40 دقيقة، في معهد “بيترسون” للدراسات في واشنطن عن “التعددية في النظام الدولي”، و”الفلسفة السياسية”، و”التنمية المستدامة”، لدرجة جعلت بعض الحضور يشعرون بالملل ليتفاجأ بسؤال محرج: ” حزبك يؤدي بشكل سيئ في استطلاعات الرأي، ماذا يمكن أن يفعله الحزب حيال ذلك؟، ليرد عليه قائلًا: علينا مواصلة دعم التوازن الاجتماعي، وعلينا أن نثق في المستقبل، وعلينا أن نستعد لحكم ألمانيا”.
وبعد هذا الموقف أخذت وسائل الاعلام الألمانية تتحدث عن جدية الرجل، ورغبته الحقيقية في تولي منصب الاستشارية، إذ قالت مجلة دير شبيجل إن “شولتز” أطلق بالفعل حملته الانتخابية من الولايات المتحدة.
[two-column]
“شولتز” البالغ من العمر 63 عامًا، يتمتع بخبرة واسعة في العمل الحكومي على المستوى الفيدرالي، حيث سبق وتولى عدة مناصب أهمها، منصب عمدة هامبورج “وسط”، وهي واحدة من أهم المراكز الاقتصادية في ألمانيا وفي أوروبا بأثرها
[/two-column]
ومن الأمور التي ساعدت “شولتز” أيضًا في الوصول لمنصب مستشار ألمانيا، خروج “أنغيلا ميركل” من الساحة السياسية برغبتها، بعد إعلانها عدم خوض الانتخابات، ليصبح أبرز المرشحين لخلافتها.
خبراته
“شولتز” البالغ من العمر 63 عامًا، يتمتع بخبرة واسعة في العمل الحكومي على المستوى الفيدرالي، حيث سبق وتولى عدة مناصب أهمها، منصب عمدة هامبورج “وسط”، وهي واحدة من أهم المراكز الاقتصادية في ألمانيا وفي أوروبا بأثرها، وذلك بين عامي 2011 و2018، وشغل منصب وزير المالية في 2018 وهي أهم حقيبة في الحكومة، بالإضافة إلى منصب نائب المستشارة “ميركل”، بجانب العديد من المناصب الأخرى المصاحبة لنشاطه الحزبي.
التحديات
من المؤكد أن “شولتز” وصل لهدفه، وأصبح اليوم وبشكل رسمي مستشار ألمانيا الجديد، ولكن ينتظره الكثير من العمل في ظل توتر الأوضاع عالميًا وأوروبيًا، سواء بسبب تفشي كورونا، أو حتى ملف المهاجرين، وصولًا إلى مشكلات حلف الناتو مع روسيا و الأزمة الأوكرانية.
وتعتبر أزمة أوكرانيا أول تحدي حقيقي سيخوضه “شولتز”، إذ أفادت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أن “واشنطن” ستدفع “برلين” إلى وقف خط أنابيب “نورد ستريم 2” لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
ويعول الكثيرون على ألمانيا في هذا الملف للضغط على الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، حيث تعتقد إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، أن الصيغة الواردة في اتفاق يوليو الخاص بخط “نورد ستريم 2 ، تمنح ألمانيا حق في التدخل لوقف تدفّق الغاز، إذا هاجمت موسكو كييف، ولكن يظل القرار في النهاية في يد ألمانيا وحدها سواء بالقبول أو الرفض.
أقرأ أيضاً
ألمانيا أول المتأهلين لكأس العالم بعد قطر المستضيفة
9 مرشحين أصولهم عربية في انتخابات ألمانيا.. تعرف عليهم
رحلة أنجيلا ميركل.. من نادلة إلى أول مستشارة في تاريخ ألمانيا