أحداث جارية عالم

لماذا تريد القوى الدولية إحياء الاتفاق النووي الإيراني؟

الاتفاق النووي الإيراني

يترقب العالم الجولة السابعة من محادثات “فيينا” الخاصة بإحياء الاتفاق النووي، والجارية وسط أجواء من التوتر والشد والجذب بين الأطراف المشاركة بسبب تضارب الطموحات للدول المعنية بالملف.

ومن المنتظر أن يحسم هذا الأسبوع مصير تلك المحادثات، إما بإحراز تقدم يمثل بصيص أمل، أو بإعلان موت الاتفاق نهائيًا. وسيشمل الاجتماع الرسمي في العاصمة السويسرية: إيران، والصين، وروسيا، بالإضافة إلى ما يسمى بـ (أوروبا 3) أي: ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا.

كان إبرام الصفقة الأصلية بسبب مخاوف غربية، تتعلق بنية إيران غير المعلَنة لتطوير الأسلحة النووية، من خلال تعرُّفها وتمكُّنها من جميع التقنيات اللازمة لتطوير السلاح، ما يجعلها قادرة على أخذ الخطوة في الوقت الذي تراه مناسبًا.

إيران

كل ما تسعى إليه إيران حاليًا هو رفع العقوبات عنها، خاصة أنها ترى أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق أولًا ومن طرف واحد، بينما كانت طهران ملتزمة بالبنود، لذا تطالب إيران بضرورة تقديم ضمانات تُلزِم الإدارات المستقبلية في أمريكا بمواصلة الاتفاق وعدم الانسحاب منه، وهو مطلب يصعب الاستجابة له، خاصة أن النظام الأمريكي لا يعمل بهذه الطريقة.

الولايات المتحدة

ستراقب الولايات المتحدة المحادثات عن كثب، ولكن دون مشاركة مباشرة، إذ تؤيد إدارة بايدن العودة إلى الاتفاق، وترى أن المحادثات التي شاركت فيها بعض الأطراف الأخرى خلال الاتفاق في وقت سابق من هذا العام، كانت تتجه نحو التفاهم مع طهران.

إدارة بايدن تتوقع أن الرئيس الإيراني الجديد سيعود إلى الاتفاق، إلا أنه أمر غير مضمون. وعلى كل الأحوال، لن توافق أمريكا على امتلاك طهران سلاحًا نوويًا، وإذا فشلت المحادثات، فإن لديها خيارات أخرى يمكنها تبنيها، ولكنها في نهاية المطاف تسعى لتهدئة المنطقة ولا تتطلع للمواجهة العسكرية.

[two-column]

وفقًا لما قاله مارك فيتزباتريك، عضو المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قد يبقى أمام الجميع حل وسط، يقوم على أساس (أقل مقابل أقل)، أي تخفيف بعض العقوبات مقابل تحديد سقف لتخصيب اليورانيوم.

[/two-column]

إسرائيل

إسرائيل غير معنية بالاتفاق الذي لم تكن أصلًا طرفًا فيه، ولكنها تعتبر إيران عدوتها الأولى في المنطقة، خاصة أن الأخيرة لا تعترف أصلًا بحق إسرائيل في الوجود؛ لذا تتابع إسرائيل الوضع عن كثب، بل تخوض حربًا غير معلنة مع إيران ووكلائها في المنطقة، كما أعلنت صراحةً حقها في “حرية التصرف” فيما يتعلق بإيران، بغض النظر عن مخرجات محادثات “فيينا”.

وقد بدا التوجه الإسرائيلي متناغمًا مع موقف إدارة “ترامب” في هذا الملف، ولكن في الواقع يرجح الخبراء أن إسرائيل تريد إتمام الصفقة بين إيران وأمريكا، لأن الصفقة ستكون مفيدة في تقييد طهران، ومن ثم تأجيل احتمالات الحرب بين الطرفين.

أوروبا 3 (EU three)

تسعى الدول الأوروبية لإعادة إحياء الاتفاق النووي، بالعودة الكاملة لتنفيذ البنود من الجانب الإيراني، إلى جانب رفع العقوبات الأمريكية عن طهران، وقد لعب الأوروبيون أدوارًا حاسمة في سلسلة اللقاءات مع المسؤولين الإيرانيين، التي أوصلت العملية إلى هذه المرحلة.

فرنسا تحديدًا ترى ضرورة استئناف المفاوضات من حيث توقفت في يونيو الماضي، وذلك لكسب الوقت والعودة سريعًا للتوافق، إذ حذر وزير خارجية فرنسا إيران من محاولة المراوغة لكسب الوقب خلال الجولة القادمة.

أوروبا لا تريد أن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وفي الوقت نفسه لا تدعم احتمالية المواجهة العسكرية بين الجانبين الأمريكي والإيراني.

الصين وروسيا

بالنسبة للصين وروسيا، فلديهما أهداف مشتركة مع أوروبا في هذا الملف، إذ تريدان إحياء الاتفاق لتهدئة المنطقة وتجنب أي أزمات، خاصة أن موسكو وبكين تعلمان جيدًا أن الولايات المتحدة تراجعت عن التركيز على أهدافها في الشرق الأوسط، لذا تريدان حماية مصالحهما في المنطقة بدعم التهدئة والاستقرار.

حل وسط

قد لا يكون التوافق على خطة العمل المشتركة في “فيينا” أمرًا محتملًا، بسبب المطالب الإيرانية التي يصعُب موافقة واشنطن عليها، وعليه؛ قد يبقى أمام الجميع حل وسط وفقًا لما قاله مارك فيتزباتريك، عضو المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، يقوم الحل على أساس (أقل مقابل أقل)، أي تخفيف بعض العقوبات مقابل تحديد سقف لتخصيب اليورانيوم.

اقرأ أيضًا:

وزيرة الخارجية البريطانية على ظهر دبابة.. لمن الرسالة؟

لماذا توقف الفراعنة عن بناء الأهرامات؟

لماذا يعتبر البحر الأسود مهمًا لروسيا؟