سياسة اقتصاد

صفحة جديدة بين أمريكا والصين تبدأ بمحادثة افتراضية

أمريكا

على الرغم من أن العلاقات بين أمريكا والصين قد تبدو للكثيرين، بمثابة اللغز الكبير الذي يصعب فهمه، أو تخيل مستقبله، تجد الخبراء يؤكدون تارة أن العلاقة مضطربة ويشوبها العديد من التصريحات السلبيات بين الجانبين، وتارة يكشفون عن مستقبل إيجابي كبير ينتظر الدولتان.

أمريكا

علاقات تجارية طبيعية

ويؤكد خبراء الاقتصاد، أن شهر أكتوبر من عام 2000، كان بمثابة  الانطلاقة الحقيقية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، بعدما وقع الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون، على قانون العلاقات الأميركية الصينية، والذي منح الصين الحق في امتلاك علاقات تجارية طبيعية ودائمة مع الولايات المتحدة، ومهد الطريق أمام موافقة واشنطن على دخول بكين إلى منظمة التجارة العالمية، الأمر الذي حوّل الصين إلى قوة صناعية وتجارية عالمية خلال سنوات قليلة، وبعد مرور 6 سنوات فقط من توقيع القانون، أصبحت الصين الشريك التجاري الثاني للولايات المتحدة، متفوقة على المكسيك، الشريك التجاري التاريخي لأميركا.
وفي ذات العام جرى توقيع القانون التجاري بين البلدين، حيث كانت الولايات المتحدة تصدّر للصين ما يقدّر بحوالي 16 مليار دولار سنوياً، وتستورد بضائع بقيمة تزيد عن 100 مليار دولار.
وقفزت هذه الأرقام بعد عقدين من العلاقات التجارية المفتوحة بين البلدين، لتبلغ صادرات أميركا 124 مليار دولار، بينما وصلت قيمة ما تستورده إلى 434 مليار دولار.

منافسة وليس نزاع

وكشف اليوم الأربعاء خبراء اقتصاديون عن انطباعات إيجابية، بعد أول قمة افتراضية عقدت أمس الثلاثاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، في وقت يتصدر البلدان قائمة الاقتصاديات الأكبر على مستوى العالم، و يتجاذبان العديد الرؤى المشتركة، في القطاعات التجارية، والتقنية، والبيئية، والسياسية.
وأشادت الصين، أمس الثلاثاء، بنتائج القمة الافتراضية، وأكدت أن المحادثات كانت صريحة وبناءة وتبعث بإشارة قوية إلى العالم، حيث استغرقت أكثر من 3 ساعات في أول اجتماع رسمي بينهما منذ تولى بايدن منصبه.
وفي بداية القمة، قال الرئيس بايدن: “كما قلت من قبل، علينا أن نتأكد أن المنافسة بين بلدينا لا تصل بنا إلى نزاع سواء مقصود أو غير مقصود، مجرد منافسة بسيطة ومباشرة”.
ورحب شي بالرئيس الأميركي باعتباره “صديقه القديم” وكرر لهجة بايدن الودية في تصريحاته الافتتاحية، قائلاً: “الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى زيادة التواصل والتعاون”.

دعم معنويات المستثمرين

يذكر أن القمة تأتي متزامنة مع توتر العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم بسبب خلافات عدة، من بينها أصل وباء كورونا وحقوق الإنسان في هونج كونج و شينجيانغ والتوترات بشأن تايوان.
وبالنسبة للأسواق، فإن أي إشارات على تحسن العلاقات الثنائية من المحتمل أن تدعم معنويات المستثمرين، لكن التأثير يمكن أن يكون محدوداً نظراً للمخاوف الأوسع نطاقاً بشأن ارتفاع التضخم عالمياً.
إلا أن العديد من المصادر الإعلامية أكدت أمس، أن القمة، تعد أكبر فرصة حتى الآن لإعادة العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين.
ولا يُتوقع حدوث تطورات كبيرة في القضايا المتوترة بين البلدين، بما في ذلك ملف تايوان و شينجيانغ وهونغ كونغ.
ومن المتوقع أن ينتج قريباً عدة مبادرات حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك تخفيف قيود التأشيرات، وإنشاء حوار ثنائي حول الأسلحة النووية، وإطار محتمل لتخفيف الصدامات السلبية التجارية بين البلدين، لإظهار العزم الثنائي على نقل العلاقة من المواجهة إلى التعاون.

 

اقرأ أيضًا

القمة الافتراضية بين أمريكا والصين.. أبرز المحاور وشروط بكين

توترات متصاعدة.. ملامح العلاقة بين الصين واليابان منذ بدء عهد بايدن

المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.. حرب باردة أم سلام غير مستقر؟