ظل خليفة حفتر جزءًا من المشهد السياسي الليبي لأكثر من أربعة عقود، حيث انتقل من المركز إلى الأطراف وعاد مرة أخرى مع تغير حظوظه، ليتوج ذلك بتقدمه اليوم، بأوراق ترشحه رسميًا للانتخابات الرئاسية الليبية المزمع انعقادها في 24 ديسمبر المقبل.. نسلط الضوء على الرجل الذي كان لاعبًا رئيسيًا في المشهد الليبي منذ نهاية عهد معمر القذافي.
السقوط والنفي
ولد حفتر عام 1943 في بلدة أجدابيا الشرقية، وكان أحد مجموعة الضباط بقيادة العقيد معمر القذافي التي استولت على السلطة من الملك إدريس عام 1969.
عيّن القذافي حفتر – الذي تمت ترقيته إلى رتبة مشير عام 2016 – مسؤولاً عن القوات الليبية المشاركة في الصراع في تشاد في الثمانينيات.
ثبت أن هذا هو سقوطه، حيث هُزمت ليبيا على يد القوات التشادية المدعومة من فرنسا، واعتقل التشاديون حفتر و300 من رجاله في عام 1987.
بعد أن نفى في السابق وجود القوات الليبية في البلاد، تبرأ القذافي منه ما دفع هذا بحفتر إلى تكريس العقدين المقبلين للإطاحة بالزعيم الليبي.
فعل ذلك من منفاه في ولاية فرجينيا الأمريكية، قربه من مقر وكالة المخابرات المركزية في لانغلي أشار إلى علاقة وثيقة مع أجهزة المخابرات الأمريكية، التي دعمت عدة محاولات لاغتيال القذافي.
العودة إلى ليبيا
بعد بدء الانتفاضة ضد القذافي في عام 2011، عاد حفتر إلى ليبيا، حيث أصبح قائدًا رئيسيًا لقوات المعارضة في الشرق.
مع سقوط القذافي، ظل حفتر متواريًا عن المشهد حتى فبراير 2014، عندما أوضح على شاشة التلفزيون خطته لإنقاذ الأمة ودعا الليبيين إلى الانتفاض ضد البرلمان المنتخب “المؤتمر الوطني العام”، الذي كانت ولايته لا تزال سارية في ذلك الوقت.
جاء إعلانه الدراماتيكي في وقت كانت فيه بنغازي، ثاني أكبر مدينة في ليبيا، وبلدات أخرى في الشرق قد استولى عليها فعليًا فرع القاعدة المحلي “أنصار الشريعة” وجماعات إسلامية أخرى شنت حملة اغتيالات وتفجيرات استهدفت العسكريين وأفراد الشرطة وغيرهم من الموظفين العموميين.
[two-column]
في مايو 2014، أطلق حفتر عملية الكرامة ضد المتشددين الإسلاميين في بنغازي والشرق، وفي مارس 2015، عيّنه مجلس النواب الليبي – الذي حل محل المؤتمر الوطني العام – قائدًا للجيش الوطني الليبي في البرلمان الليبي المنتخب
[/two-column]
على الرغم من أن المشير حفتر لم يكن لديه القدرة المالية لوضع خطته موضع التنفيذ، إلا أن إعلانه جاء متوافقًا مع المشاعر الشعبية، لا سيما في بنغازي، التي أصبحت محبطة من الفشل التام للمؤتمر الوطني العام وحكومته في مواجهة الإسلاميين.
في مايو 2014، أطلق حفتر عملية الكرامة ضد المتشددين الإسلاميين في بنغازي والشرق، وفي مارس 2015، عيّنه مجلس النواب الليبي – الذي حل محل المؤتمر الوطني العام – قائدًا للجيش الوطني الليبي في البرلمان الليبي المنتخب.
هل ينال ثقة الشعب؟
شعبية حفتر لا يتم تقاسمها بالضرورة في أي مكان آخر من البلاد، حيث يتذكره الناس أكثر لارتباطه السابق بالقذافي وعلاقاته اللاحقة بالولايات المتحدة، كما أنه مكروه من قبل الإسلاميين الذين يستاؤون منه لمواجهتهم في بنغازي وأماكن أخرى في الشرق.
اقرأ أيضًا
الانتخابات الليبية.. من هم أبرز المرشحين وما ضوابط قبولهم؟