تتصاعد وتيرة الصراع في إثيوبيا بعد مرور نحو عام على الحرب الأهلية بين متمردين من إقليم تيجراي والسلطات الإثيوبية، والتي خلفت أزمة إنسانية في أعقابها.
طُلب من مواطني عدة دول، أبرزها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مغادرة إثيوبيا، بعد احتمالات توجه القوات المتمردة إلى العاصمة أديس أبابا.
وقد تزايد الضغط الدبلوماسي الأفريقي والأمريكي، نظرًا لأن ما يحدث في إثيوبيا له تداعيات هائلة على بقية المنطقة والعالم بأسره.. فما هي تلك التداعيات؟
أرقام مقلقة ومخاوف
يواجه ما لا يقل عن 400,000 شخص ظروفًا شبيهة بالمجاعة في الشمال، وعدم توفر 80% من الأدوية الأساسية، فضلًا عن إجبار أكثر من مليوني شخص على ترك منازلهم، إضافة إلى ذلك، رُصِدت أدلة على عمليات القتل غير المشروع والتعذيب والعنف الجنسي التي ارتكبها كلا الجانبين.
هناك مخاوف من أن القتال الحالي قد يؤدي إلى اندلاع أعمال عنف أوسع في هذه الدولة متعددة الأعراق، والتي قد تؤدي إلى تفككها.. وإذا فر ملايين الأشخاص من الصراع، ستجد الدول المجاورة صعوبة في مواجهة ذلك.
تقع إثيوبيا غير الساحلية على حدود 6 بلدان، 2 منها تعانيان بالفعل من الصراع، وهما جنوب السودان والصومال. كما تشهد السودان خلافات وصراع على السلطة.
وقالت وكالة رويترز، إن تركيا وافقت على بيع طائرات مسيرة عسكرية لإثيوبيا، وأضاف التقرير أن هذه الصفقة هددت علاقة تركيا بمصر، التي تختلف مع إثيوبيا بشأن سد النهضة الضخم على نهر النيل.
هل العاصمة مهددة؟
هناك تقدم مستمر لمقاتلي جبهة تحرير تيجراي الشعبية على طول الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى أديس أبابا من الشمال. وقالت جماعة متمردة أخرى متحالفة مع جبهة تحرير تيجراي إنها تقترب أيضا من العاصمة.
وقد صنفت الحكومة الإثيوبية جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي على أنها منظمة إرهابية. وتعهد رئيس الوزراء، آبي أحمد، بمواصلة القتال، وقال في وقت سابق من هذا الشهر: “سندفن هذا العدو بدمائنا وعظامنا ونجعل مجد إثيوبيا عالياً مرة أخرى”.
هل هناك محادثات سلام؟
القلق الآن هو أن الصراع يدخل مرحلة جديدة، وسيصبح من الصعب على أيٍّ من الجانبين أن يتراجع، كما أن هناك مخاوف من انتشار القتال في جميع أنحاء البلاد.
تحدَّث مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى المنطقة، الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، عن “نافذة فرصة” صغيرة، وقال لمجلس الأمن الدولي بعد محادثاته مع الجانبين خلال زيارة أخيرة لإثيوبيا: “الوقت قصير لأي تدخل”، داعيًا إلى الحوار والحل السياسي، وإن لم يصف بعد كيف يمكن تحقيق ذلك.
لخَّص سفير إثيوبيا لدى الأمم المتحدة، تاي أتسكي سيلاسي، الصعوبات التي سيواجهها الوسطاء، وقال إنه يحترم الدعوة للحوار، لكنه ذهب بعد ذلك إلى وصف الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بأنها “جماعة إجرامية”.
في غضون ذلك، غرد المتحدث باسم جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي، السيد غيتاتشو، بأن “معظم” مبادرات السلام تتعلق بشكل أساسي بإنقاذ رئيس الوزراء، وليس بمعالجة التحديات السياسية الأكثر أهمية في البلاد.
اقرأ أيضًا
“تيغراي” تتقدم والأمم المتحدة تحذر.. هل تشهد إثيوبيا حربًا أهلية؟