يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينغ، لعقد القمة الافتراضية الأولى بينهما، اليوم الإثنين، بهدف “تبريد جبهات الصراع” بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد أن تدهورت العلاقات بينهما مؤخراً، بسبب خلافات في ملفات عدة.
ومن المقرر أن تتناول القمة عدة ملفات هامة بين البلدين، بدايةً من الحرب التجارية، إلى المشكلات في ملف التقنية أو ما يعرف بـ”حرب السيليكون”، وأيضاً ملف حقوق الإنسان، حسبما نقلت وكالة “بلومبرج”.
محاور القمة الافتراضية
ويدخل الرئيس الصيني القمة مستنداً إلى دفعة داخلية قوية بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، فيما يدخل بايدن القمة وسط تراجع التأييد له وبعد خسارة حزبه الديمقراطي لانتخابات حاكم فرجينيا، بحسب ما أشارت “العربية”.
وقالت المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض جين بساكي، في بيان يوم الجمعة: “سيناقش الزعيمان سبل إدارة المنافسة بشكل مسؤول بين البلدين، وكذلك سبل العمل معاً حيث تتماشى مصالحنا”، وأضافت أن الرئيس الأمريكي سيوضح نوايا بلاده وأولوياتها، وسيكون واضحاً وصريحاً بشأن مخاوفها.
ومن المقرر أن تجري المحادثات الافتراضية مساء اليوم الإثنين بتوقيت واشنطن، أي في وقت مبكر من يوم الثلاثاء بتوقيت بكين.
ولم يعقد الرئيسان أي اجتماع مباشر بينهما، منذ تولي بايدن منصبه، والذي كان قد التقى الرئيس الصيني، إبان توليه منصب نائب الرئيس باراك أوباما، في لقاء مطول جمع بينهما، غير أنهما تحدثا عبر الهاتف مرتين منذ انتخاب بايدن لرئاسة الولايات المتحدة.
وتحظى الخلافات بين البلدين بشأن تايوان بأهمية كبرى، إذ تُطالب الصين بضم الدولة الديمقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي، وأجرت الشهر الماضي عدداً قياسياً من الغارات الجوية بالقرب من الجزيرة، فيما أشارت واشنطن مراراً إلى دعمها لتايوان في مواجهة التمدد الصيني، إلا أن توصُّل الولايات المتحدة والصين لاتفاق مفاجئ بشأن المناخ في قمة غلاسكو، أثار بعض الجدل حول وجود تقارب بين الاقتصادين الأكبر في العالم.
وتأتي القمة بعد أيام من توقيع بايدن على قانون يهدف إلى منع شركات مثل عملاق الاتصالات هواوي من الحصول على تراخيص معدات جديدة من المنظمين الأمريكيين، في أحدث جهود واشنطن لقمع شركات التقنية الصينية.
[two-column]
يدخل الرئيس الصيني القمة مستنداً إلى دفعة داخلية قوية بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، فيما يدخل بايدن القمة وسط تراجع التأييد له وبعد خسارة حزبه الديمقراطي لانتخابات حاكم فرجينيا.
[/two-column]
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين: “خلال الأشهر العشرة الماضية، أشرت مراراً إلى أن العلاقات مع الصين هي من بين الأكثر أهمية وتعقيداً بالنسبة لنا”، مضيفاً: “العلاقات مع الصين بعضها تعاوني، وبعضها تنافسي، وبعضها الآخر عدائي، وسندير الثلاثة جميعاً في الوقت نفسه”.
شروط بكين
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن الوزير وانغ يي أبلغ نظيره الأمريكي، أنه “ينبغي على الجانبين الالتقاء في منتصف الطريق” في اجتماع شي وبايدن. ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله: إن “هذا الاجتماع ليس فقط حدثاً كبيراً في العلاقات الصينية الأمريكية، لكنه أيضاً حدث كبير في العلاقات الدولية”.
كما أخبر وانغ بلينكين أن على واشنطن التوقف عن إرسال “إشارات خاطئة” حول وضع تايوان. فيما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، على أن التوصل لنتائج محددة مسبقاً، غير مرجَّح من القمة.
وترى واشنطن الاجتماع على أنه طريقة “لوضع شروط من وجهة نظر الولايات المتحدة، لمنافسة فعالة”، وقالت بساكي: “الرئيس بالتأكيد لن يتراجع عن المجالات التي تثير قلقه”.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حافظ – إلى حد كبير – على النهج الأكثر صرامة لسلفه دونالد ترامب تجاه بكين، إذ اعتبرت كلتا الإدارتين أن الصين الصاعدة هي التحدي الأكبر في القرن الحادي والعشرين.
اقرأ أيضًا
الصراع التجاري بين أمريكا والصين