صحة

“المضادات الحيوية” سلاح ذو حدين

المضادات الحيوية

على الرغم من أهمية استخدام المضادات الحيوية في علاج العديد من الحالات المرضية؛ فإنها لا تجدي نفعًا في حال كان المرض من أصل فيروسي، إذ تعد المضادات من الأدوية الفعالة التي تستهدف أمراضًا بكتيرية فقط، وتمكنت من إنقاذ الملايين على مر التاريخ.

المضادات الحيوية

دعم الجهاز المناعي

وتعمل المضادات الحيوية على تعطيل الوظائف الحيوية للبكتيريا الضارة، لتقضي عليها تماماً أو توقفها عن العمل والتكاثر بشكل طبيعي، مما يدعم الجهاز المناعي في مواجهة العدوى والالتهاب.
وتستهدف الأنواع المختلفة من المضادات الحيوية شريحةً واسعةً من السلالات البكتيرية، ومن تلك المضادات: الأموكسيلين، والجنتاميسين.
ويوجد نوع آخر من المضادات الحيوية التي تستهدف بضعة أنواع فقط من السلالات البكتيرية المسببة للأمراض، مثل البنسلين.

آلية عملها

تدمر المضادات الحيوية جدران الخلايا البكتيرية وتمنع تكونها، وهي الآلية الأكثر شيوعًا في المضادات، كما تدمر البروتينات الموجودة في الخلايا البكتيرية و تثبيط عملها، وتغير في تركيبة أغشية تلك الخلايا، وتعمل على تثبيط انقسام الحمض النووي داخل البكتيريا.
ويتم عادة اختيار المضادات الحيوية من قبل الطبيب لحالة المريض، تبعًا للسلالة البكتيرية المسببة للالتهاب أو العدوى، وأحيانًا قد يُجري الطبيب بعض الفحوصات لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من حساسية تجاه أنواع محددة من المضادات.

الوصف والمكونات الفعالة

قد تحتوي تركيبة المضادات الحيوية على مكون نشط واحد أو أكثر، تبعًا للجهة المصنِّعة ونوع المضاد الحيوي، وعادة ما يُذكر نوع المكون النشط على غلاف العبوة. ويصف الطبيب المضادات الحيوية للحالات المرضية بكتيرية المنشأ فقط، أما الأمراض الفيروسية فلن تستطيع المضادات مواجهتها أو حتى التخفيف من حدة أعراضها.

المحاذير والتأثيرات الجانبية

مثلها مثل العديد من أنواع الأدوية المتوفرة؛ للمضادات الحيوية العديد من المضاعفات والتأثيرات الجانبية، التي قد يتعرض لها 10% من المرضى الذين يأخذونها. وبرز في السنوات الأخيرة تخوف من ظاهرة أسماها العلماء مقاومة المضادات الحيوية، بسبب الإفراط في استخدام المضادات دون الحاجة إليها، ودون استشارة الطبيب.
وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تتطور البكتيريا لتصبح قادرة على التغلب على الأدوية المصممة للقضاء عليها، ومن ثم الاستمرار في النمو والتكاثر.
وفي عام 1945 حذر العالم أليكسندر فيلمنج، مكتشِف البنسلين، من استخدام جرعات مخففة من المضادات الحيوية، إذ لن تحارب هذه الجرعات العدوى أو تحمي منها، بل هي تحتوي على كميات صغيرة من البكتيريا الكافية لتطوير مناعة ضد هذا النوع من المضادات.

تطوُّر حالات العدوى

أكدت منظمة الصحة العالمية، أن إساءة استخدام مضادات الميكروبات لدى الإنسان والحيوان والنبات؛ هي السبب الرئيس لحدوث مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وتَطوُّر حالات العدوى المقاومة للأدوية، موضحةً أن من العوامل المساهمة في ذلك، تَردِّي ممارسات وصف الأدوية الطبية، وعدم التزام المرضى بالمقررات العلاجية.
وقال الخبراء في المنظمة، إن المضادات الحيوية تقتل البكتيريا، ولكنها غير فعالة في التخلص من الفيروسات التي تسبب عدوى الزكام والأنفلونزا مثلًا، وكثيرًا ما توصَف تلك المضادات خطأً لمعالجة هذه الأمراض، أو تؤخذ من دون إشراف طبي.
وأشارت المنظمة إلى أن إساءة استخدام المضادات الحيوية أثناء جائحة فيروس كورونا، قد تؤدي إلى تعجيل تفشي مقاومة مضادات الميكروبات، وأن فيروس كورونا يسببه فيروس لا بكتيريا، وعليه؛ ينبغي ألا تُستخدم المضادات الحيوية للوقاية من عدواه الفيروسية أو معالجتها، إلا إذا تزامنت مع عدوى بكتيرية أخرى.

اقرأ أيضًا

لماذا قد لا يعمل تطعيم “كوفيد-19” الفموي أحيانًا؟

أكبر شركات الأدوية في العالم

شركات الأدوية الأكثر استفادة من مبيعات لقاحات كورونا