فن

«نقابة الفنانين السورية» تفصل سلاف فواخرجي بسبب «الأسد»

فصلت نقابة الفنانين السورية الممثلة سلاف فواخرجي بعد تصريحاتها الأخيرة التي أعربت فيها عن دعمها المستمر لنظام بشار الأسد، وهو ما عدته النقابة إنكارًا للجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري.

واستند القرار الذي وقعه نقيب الفنانين الجديد مازن الناطور، إلى قانون النقابة الذي يجيز شطب الأعضاء في حال «الخروج عن أهداف النقابة”. وقد وصف البيان تصريحات فواخرجي بأنها “إنكار للجرائم الأسدية” و”التنكر لآلام الشعب السوري».

وصرحت فواخرجي في لقاء تلفزيوني، قبل أيام، بأنها تعتبر بشار الأسد رمز الاستقرار السياسي في سوريا، مشيرة إلى أن «المشكلة ليست في الحاكم، بل في الشعب المنقسم». واعتبرت أن الأسد حكم البلاد عبر سياسة الدولة والمؤسسات وليس بالدين. كما قالت إن الثورة السورية في بداياتها كانت سلمية قبل أن تختطفها «تيارات دينية»، وأن مشاهد التعذيب في سجن صيدنايا مؤلمة لكنها شككت في مصداقية بعض المشاهد المتداولة، معتبرة أنها «مفبركة» واصفة بعض السجناء بـ«القتلة واللصوص والمغتصبين».

أثارت هذه التصريحات موجة واسعة من الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا من قبل المعارضين للنظام السوري. حيث اعتبر كثيرون أن هذه الآراء تتناقض مع حقيقة ما عاشه السوريون من آلام ومعاناة بسبب الحرب.

دوافع القرار ومغزى الفصل

قرار نقابة الفنانين لم يكن مفاجئًا للبعض، حيث يُعتقد أن النقابة لا تستطيع التهاون في مواقف مماثلة من شخصيات بارزة مثل فواخرجي.

فالتصريحات التي تدعم النظام السوري تتناقض مع توجهات الكثير من الفنانين والمثقفين السوريين الذين أيدوا الثورة منذ البداية، وانتقدوا قمع النظام وأفعاله.

من سولاف فواخرجي؟

تعد سلاف فواخرجي إحدى أشهر الممثلات السوريات، إذ بدأت مشوارها الفني في أواخر التسعينات، وسرعان ما أثبتت نفسها في السينما والتلفزيون العربي.

وقدمت العديد من الأعمال الناجحة، من أبرزها مسلسل «أسمهان» وفيلم «حليم». كما تميزت بحضورها القوي في العديد من المسلسلات العربية. ولكن مواقفها السياسية المثيرة للجدل قد شوهت جزءًا من صورتها لدى الجمهور العربي، وخصوصًا بعد اندلاع الأزمة السورية في 2011.

ولطالما كانت فواخرجي أحد الوجوه البارزة التي أظهرت دعمها العلني للأسد. في أكثر من مقابلة، صرحت بأنها تؤمن بمواقفه السياسية، ونفت أن يكون الأسد ديكتاتورًا، معتبرة أنه «إنسان راقٍ ومتفهم». ورفضت بشدة التصريحات المعارضة من قبل بعض الفنانين معتبرة أنها تأتي ضمن إطار “الخيانة”.

ويعد الموقف الذي أقدمت عليه فواخرجي جزءًا من انقسامات أكبر داخل المجتمع الفني السوري، حيث نشب خلاف مستمر بين مؤيدي ومعارضي النظام.

واعتبر العديد من الفنانين المعارضين، مثل أصالة نصري، تصريحات فواخرجي دعمًا غير مبرر لنظام متهم بارتكاب مجازر. في المقابل، واصلت فواخرجي دفاعها عن الأسد معتبرة أن الحرب في سوريا كانت تستدعي الدعم الكامل لنظامه لضمان استقرار البلاد.