كشفت دراسة علمية حديثة عن تعاقب الفترات المطيرة في الجزيرة العربية خلال الـ8 ملايين سنة الماضية، والتي قدمت بعض التفسيرات حول كيفية تأثير المناخات على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور.
وقال مدير الإدارة العامة للآثار في هيئة التراث، الدكتور عجب العتيبي، خلال مؤتمر صحفي أعدته هيئة التراث للإعلان عن الدراسة، اليوم الأربعاء، ضمن مشروع الجزيرة العربية الخضراء وهو مشروع علمي تشرف عليه هيئة التراث بالتعاون مع جهات محلية ودولية وبتكاتف أكثر من 30 باحث من عدة جهات تجاوزت 27 جهة، والذي بدأ في عام 2010 والذي يواصل إنجازاته.
وتستهدف الدراسة المنشورة في مجلة “نيتشر” (Nature) العلميّة، سد فجوة المعرفة الحالية حول مناخ هذه المنطقة القديمة وخصوصا في المناطق الصحراوية بالمملكة، وكذلك فهم تأثير تغير المناخ على انتشار الثدييات في أفريقيا وأوراسيا، وإبراز أهمية الموقع الجغرافي للجزيرة العربية بين قارات العالم، وفق العتيبي.
تفاصيل دراسة الفترات المطيرة في الجزيرة العربية
أُجريت الدراسة في منطقة دحول الصمان التي تقع شمال شرق مدينة الرياض على بعد 200 كيلومتر، حيث تمت دراسة نسبة الأكسجين والهيدروجين الموجودة في تلك الدحول للوقوف على التغيرات في كميات الأمطار التي حدثت عبر مر السنين وتم استخدام مزيج من أساليب تحديد التاريخ مثل تحليل اليورانيوم والثوريوم والرصاص.
وتتميز هذه الدراسة بكشفها عن أطول سجل مناخي في شبه الجزيرة العربية وهو من أطول السجلات المناخية في العالم والذي يغطي فترة زمنية طويلة تمتد إلى 8 ملايين سنة. وفي هذه الدراسة تم تحليل 22 متكونًا كهفيًا تم استخراجها من 7 كهوف صحراوية شمال شرق منطقة الرياض في محافظة رماح والتي تُعرف محليًا باسم دحول الصمان، ووجود هذه الدحول يؤكد على وجود فترات رطبة ومطيرة في الماضي.
وقام الفريق البحثي بنقل هذه المتكونات للمعامل البحثية لتحليل المظاهر المستقرة بها لهدفين أساسيين وهما: تحديد الفترة الزمنية لهذه المتكونات والذي يعكس الفترات المطيرة التي تكونت خلالها، والهدف الثاني هو تحديد مدى كثافة الفترات الرطبة من خلال تحليل النظائر المستقرة للأكسجين والتي توضح الاختلاف في نسبة الأمطار.
أهم نتائج الدراسة
تأتي النتيجة الأساسية لهذه الدراسة لتؤكد أن الجزيرة العربية لم تكن صحراء دائمًا ولكن مرت بفترات رطبة ساهمت في التنوع البيولوجي ودعم الحياة البرية والبحرية مما جعلها حلقة وصل بين قارات العالم القديم وتبادل الكائنات الحية بين أفريقيا وآسيا، ودعمت الدراسة الأدلة الأحفورية السابقة التي تشير إلى توفير بيئة خصبة.
كما كشفت عن أن المنطقة كانت بيئة مليئة بالحياة الفطرية مع وجود أنواع مثل التماسيح وأفراس النهر، كما أن صحراء المملكة كانت مليئة بالبحيرات والأنهار، كما كانت كثيفة الغطاء النباتي وغزيرة الأمطار.
اقرأ أيضًا:
دراسة حديثة لـ “كاوست”: الربع الخالي كان موطنًا للأنهار والمروج خضراء
وزير الطاقة: 8 اكتشافات جديدة للزيت العربي و6 للغاز الطبيعي
6 أنواع منقرضة يستطيع العلماء إعادتها إلى الحياة