أقلع 3 رواد فضاء أمريكيون ورابع ألماني أمس الأربعاء إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة سبيس إكس بمهمة في المدار تستمر 6 أشهر.
وكان من المقرر أن ينطلق الطاقم في أواخر أكتوبر الماضي، لكن عملية الإقلاع أرجئت، بسبب “مشكلة صحيّة طفيفة” أصيب بها أحد رواد الفضاء.
ومن هنا جاء السؤال الأهم.. ماذا لو توفي رائد فضاء أثناء رحلته ومكوثه بالمحطة الدولية أو على سطح القمر او المريخ؟
رحلات محفوفة بالمخاطر
قد يبدو للبعض سؤال سهل وإجاباته ستكون هي إبقاء الجثة حتى العودة أو دفنه في الفضاء ببساطة، إلا أن خبراء ناسا كان لهم رأي آخر قد يبدو صادماً لنا جميعاَ!
بدأت التساؤلات في ذلك الشأن، بعدما قال رئيس شركة “سبيس إكس” إيلون ماسك” خلال إحدى المؤتمرات الصحفية: “إذا كنت تريد الذهاب إلى المريخ فاستعد للموت”، الرحلة محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي إلى العديد من الوفيات.
شهور داخل كبسولة
ويجب أولاً ان نعرف أن 21 رائد فضاء قد لقوا حتفهم منذ انطلاق، أول رحلة الى فضائية قبل 60 عاماً، ولكن مع سعي وكالات الفضاء إلى إرسال أول مهمة مأهولة إلى المريخ، من المتوقع أن حالات وفاة رواد الفضاء ستتزايد .
فرواد الفضاء المتجهون إلى الكوكب الأحمر سيقضون 7 أشهر على الأقل داخل كبسولة على مسار لم يسلكه البشر أبداً، وإذا نجوا من الرحلة إلى الكوكب الأحمر، فسوف يتوجب عليهم تحمل البيئة القاسية لعالم المريخ.
السيناريو الأسوأ
وإذا مات أحد أفراد الطاقم، فقد يستغرق الأمر شهوراً أو سنوات قبل إعادة الجثة إلى الأرض.
ولذا اقترح الخبراء عدداً من الطرق للتخلص من الجثة، بما في ذلك إطلاقها في الفضاء المظلم أو دفن الشخص على سطح المريخ بشرط حرق البقايا أولاً حتى لا تلوث سطح الكوكب الأحمر.
ومع ذلك، فإن أسوأ سيناريو تم تقديمه من قبل خبراء ناسا حتى الآن، هو عندما ينفد الطعام لدى رواد الفضاء الآخرين ولا يتبقى لديهم أي شيء صالح للأكل، يجب عليهم أكل جثة رفيقهم الذي مات في الطري كوجبة غذائية لهم تمكنهم من البقاء على قيد الحياة حتى عودتهم الى كوكب الأرض.
تجميد الجثة أو حرقها
وبحسب خبراء ناسا، إذا مات أحد أفراد الطاقم أثناء القيام بالرحلة التي تزيد عن 170 مليون ميل إلى المريخ، فيمكن وضع جثته في مخزن بارد أو تجفيفه بالتجميد حتى تصل المركبة إلى الأرض.
الا ان التجفيف بالتجميد في الفضاء يختلف كثيراً عما يحدث على الأرض، إذ يجب وضع الجثة خارج الكبسولة، ما سيجعلها تتجمد في الفضاء.
ولكن إذا لم يكن تجميد الجثة ممكناً، يقترح بعض الخبراء إطلاق جثة المتوفى في الفضاء. وتقول كاثرين كونلي، من مكتب حماية الكواكب التابع لناسا: “حالياً، لا توجد إرشادات محددة في سياسة حماية الكواكب، سواء على مستوى وكالة ناسا أو على المستوى الدولي، من شأنها معالجة مسألة ‘دفن’ رائد فضاء متوفى عن طريق إطلاقه في الفضاء”.
ورغم أن إطلاق الجثة في الفضاء هو الخيار الأسهل، حيث ستصبح محاصرة في مسار المركبة وتبقى في المكان الذي تم تركها فيه بالضبط.
لكن المشكلة الحقيقية أنه إذا اختارت العديد من البعثات هذه الطريقة، فإن الصواريخ المستقبلية المتجهة إلى المريخ ستحلق عبر “بحر من الجثث”، وإذا مات أحد رواد الفضاء على سطح المريخ، عندها سيكون دفن الجثة هو الاختيار الأبسط والأسهل، الا ان ناسا لديها قوانين صارمة حول تلويث الكواكب الأخرى بميكروبات من الأرض.
وتقول كونلي: “فيما يتعلق بالتخلص من المواد العضوية (بما في ذلك الأجسام) على سطح المريخ، فإننا لا نفرض أي قيود طالما أن جميع ميكروبات الأرض قد قُتلت – لذا فإن حرق الجثث سيكون ضرورياً”.
تناول لحوم الأموات
ومع ذلك، من المحتمل ألا يتم دفن كل رائد فضاء ميت، وقد يتم أكل بقايا جثته حتى يتمكن الآخرون من البقاء على قيد الحياة حسب تعليمات ناسا.
وتبدو هذه الفكرة مؤلمة و”همجية”، إلا أن خبراء ناسا قرروا طرح هذا الحل استنادا لما حدث عندما تحطمت طائرة في جبال الأنديز في عام 1972.
حيث لم يكن لدى الركاب طعام ولا وسيلة للتواصل، لذلك اتخذوا قراراً صعباً بأكل من ماتوا عندما سقطت الطائرة لكي يعيشوا.
ويقول عالم “أخلاقيات علم الأحياء” بول وولب: “على الرغم من أننا ندين للجسم بقدر هائل من الاحترام، فإن الحياة أساسية، وإذا كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن للمرء أن يحيا بها هي أكل الجسد، فهذا مقبول، ولكنه غير مرغوب فيه”.
إقرأ ايضاً:
ما هو شعور الذهاب إلى الفضاء؟ | مسافر حديثًا إلى الفضاء يجيب
لماذا الفضاء شديد البرودة رغم شدة حرارة الشمس؟
أكبر الرواد سنًا في تاريخ السفر إلى الفضاء