أعمال

لعبة E.T.. كارثة كادت أن تدمّر صناعة ألعاب الفيديو

لعبة E.T

كادت صناعة ألعاب الفيديو التي تعيش عصرها الذهبي اليوم أن تنهار خلال بدايات ثمانينيات القرن الماضي بسبب ما يعرف لعبة E.T، فما الذي حدث؟

ما الذي نعرفه عن لعبة E.T؟

مرّت صناعة ألعاب الفيديو بطفرتها الذهبية الأولى في بدايات الثمانينات، حيث كانت أجهزة مثل “Atari 2600” كانت موجودة في ملايين المنازل، والأرباح في تصاعد مستمر.

بدا وكأن ألعاب الفيديو ستصبح مستقبل الترفيه بلا منازع، لكن فجأة، ونتيجة قرار تجاري متسرّع، كادت هذه الصناعة أن تنهار بالكامل بسبب لعبة واحدة فقط، وهي “E.T the Extra-Terrestrial”.

بدأت القصة في عام 1982، فبعد النجاح الساحق الذي حققه فيلم “E.T”، قررت شركة “Atari” استغلال هذا النجاح التجاري الضخم بإصدار لعبة تحمل اسم الفيلم.

رأت الشركة أن الفكرة ستنجح بدون شك؛ لأنها لعبة مبنية على فيلم محبوب، كما أنه من المقرر طرحها في موسم الأعياد.

وبدلاً من منح المطورين الوقت الكافي لتصميم لعبة متقنة، قررت الإدارة أن تصدر اللعبة في وقت قياسي.

كلّفت الشركة المطور “Howard Scott Warshaw” بتجهيز اللعبة خلال 5 أسابيع فقط، وهو وقت أقصر بكثير من الحد الأدنى المطلوب لصناعة لعبة متوسطة الجودة، ناهيك عن لعبة بحجم “E.T”.

في ديسمبر 1982، صدرت اللعبة رسميًا، وكانت صدمة كبيرة للجمهور، حيث احتوت على تصميم ممل، ورسومات بدائية حتى بمعايير ذلك الزمن، ونظام لعب معقد وغير مفهوم، بالإضافة إلى مشكلات تقنية كثيرة جعلتها غير قابلة للعب تقريبًا.

وكان أسوأ ما في اللعبة وجود حفرة متكررة يقع فيها اللاعب باستمرار، ما جعل التجربة محبطة إلى أبعد الحدود.

رغم أن “Atari” أنتجت ما يقارب 5 ملايين نسخة من اللعبة، إلا أن أكثر من 3 ملايين نسخة لم تُباع، وتمت إعادة مئات الآلاف إلى المتاجر.

بلغت خسائر الشركة عشرات الملايين من الدولارات بسببة لعبة E.T، وأثّرت سلبًا على ثقة المستهلكين بالصناعة ككل.

في العام التالي، بدأت أزمة انهيار ألعاب الفيديو لعام 1983، حيث تراجعت السوق الأمريكية بشدة، وأفلست عشرات الشركات، بمن فيها شركة “Atari” نفسها.

لإنقاذ نفسها، قررت “Atari” دفن مئات الآلاف من نسخ لعبة “E.T” في صحراء نيو مكسيكو، في محاولة للتخلص من الكميات غير المباعة.

لسنوات، اعتُبرت قصة لعبة E.T أسطورة، إلى أن تم تأكيدها رسميًا في عام 2014، عندما تم العثور على النسخ المدفونة خلال عملية تنقيب موثقة.

انتهى هذا العصر بفترة مظلمة، إلى أن أعادت شركة “Nintendo” تنشيط السوق مجددًا في عام 1985 بإطلاق جهاز “NES” وسلسلة ألعاب “سوبر ماريو“، لتبدأ مرحلة جديدة من ازدهار صناعة الألعاب.

وينظر خبراء الاقتصاد إلى أن قصة كارثة E.T لم تكن مجرد فشل تجاري، بل كانت درسًا قاسيًا في كيف يمكن لقرار واحد متسرّع أن يُهدم إمبراطورية بأكملها.