في تصعيد جديد يُنذر بتعقيد المشهد الإنساني والسياسي في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، عن “تجزئة غزة” بإقامة ممر أمني جديد يعبر قطاع غزة من الشرق إلى الغرب، في محاولة لزيادة الضغط على حركة حماس واستعادة الرهائن المحتجزين.
محور موراغ.. خطة “تجزئة غزة” تتوسع
وقال نتنياهو إن الممر الجديد سيُعرف باسم “محور موراغ”، نسبة إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة كانت تقع بين مدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع، موضحًا أنه سيكون بمثابة “محور فيلادلفيا ثانٍ”، في إشارة إلى المنطقة الحدودية مع مصر والتي تسيطر عليها إسرائيل منذ مايو الماضي.
وتسعى الخطة الإسرائيلية إلى فصل مدينة رفح عن باقي مناطق القطاع، عبر محور موراغ الجديد، بعدما سبق للجيش الإسرائيلي أن أعاد سيطرته على “محور نتساريم” الذي يفصل شمال القطاع – بما فيه مدينة غزة – عن وسط وجنوب غزة. ويمتد كلا المحورين من الحدود الشرقية مع إسرائيل حتى شواطئ البحر المتوسط.
تصعيد ميداني وسط استمرار العمليات العسكرية
تزامن إعلان نتنياهو مع تأكيد وزير دفاعه نية إسرائيل “السيطرة على مساحات واسعة من القطاع” وإضافتها لما تسميه بـ”المناطق الأمنية”. وفي الوقت نفسه، شنّت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة أوقعت أكثر من 40 شهيدًا، نصفهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
الرهائن في صلب العمليات العسكرية الإسرائيلية
وتأتي هذه التحركات في إطار ما تصفه إسرائيل بـ”الضغط الأقصى” على حركة حماس، بهدف إطلاق سراح عشرات الرهائن المتبقين، وتجريد الحركة من سلاحها، وإخراجها من غزة. وكانت إسرائيل قد أنهت وقف إطلاق النار في مارس الماضي، وفرضت حصارًا مشددًا منذ شهر على دخول الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
الخطوة الإسرائيلية الجديدة تنذر بتفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة بعد مطالبة إسرائيل بإخلاء مدينة رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح، بينما تتزايد الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية وتسهيل دخول المساعدات.