يناقش مجلس النواب العراقي للمرة الثانية مشروع قانون يمنح الحشد الشعبي صلاحيات أوسع ليُصبح ذراعًا أمنية رسمية للدولة، يرتقي رئيسه لمرتبة وزير، بالإضافة إلى منحه مقعد في اللجنة الوزارية للأمن الوطني، وفق تسريبات.
وتنص مسودة القانون على أن مهمة قوات الحشد الشعبي ستكون المساهمة في حماية النظام الدستوري والديمقراطي في العراق والدفاع عن البلاد، على أن يوضع الحشد تحت إشراف مباشر من مجلس الوزراء، ليشكل بذلك قوة موازية للجيش. ويهدف القانون إلى بناء وتنظيم جهاز عسكري متكامل من حيث التسليح والتدريب والجاهزة والتطوير المستمر، بما يتيح تزويد الحشد الشعبي بمعدات تقنية متطورة وتمكين أفراده من إنشاء أكاديمية عسكرية خاصة بهم.
وسيكون لقوات الحشد الشعبي صلاحيات إنشاء مديرية التوجيه العقائدي مع التأكيد على حظر ممارسة أي نشاط سياسي أو الانتماء إلى الأحزاب. وتأتي هذه الخطوة في ظل الضغوط الدولية لتفكيك أي فصائل مسلحة خارج إطار الدولة العراقية.
كان الحشد الشعبي وهو تحالف عسكري، تم تأسيسه في عام 2014 بعد فتوى المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، لصد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وتم تخصيص ميزانية له تجاوزت 3 مليارات دولار، ولكنه بمرور الوقت كشف عن وجه آخر يتعارض مع توجهات الدولة، وكاد أن يجر البلاد إلى مواجهة إقليمية.
كيف ستستقبل الولايات المتحدة فكرة ضم الحشد الشعبي للقوات المسلحة العراقية؟
يقول المستشار السابق في وزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري، إن الولايات المتحدة تحاول أن تعطي رسالة مفادها أن الحشد الشعبي أصبح تابعًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة على الصعيد البروتوكولي، وهي محاولة للتملص من أن الحشد الشعبي هيكل مستقل.
وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستقبل هذا الأمر، وحتى بعض القيادات العراقية ترفض فهناك قوى سياسية عراقية رافضة هذه الخطوة بشكل كبير، كما أن المؤسسة العسكرية نفسها لا تريد منافس لها”.
وتابع: “هذه ناحية أيدلوجية واعتبارية ومعنوية، والجانب السُني والشيعي والكردي والأميركي سيعارض ذلك حتى لو تم إقرار القانون، وزيارة قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني الأخيرة لبغداد كانت جزءًا من تنظيم المؤسسة الجديدة”.
كيف ستستقبل أميركا دمج “الحشد الشعبي” في القوات المسلحة العراقية؟
المستشار السابق في وزارة الدفاع العراقية معن الجبوري يجيب لـ #هنا_الرياض pic.twitter.com/ao3hab17kL
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) March 27, 2025
اقرأ أيضًا:
هل تحقق الضربات الأميركية على الحوثيين أهدافها؟
أول تعليق لمستشار الأمن القومي الأميركي على فضيحة سيغنال
كيف استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم؟