سياسة

هؤلاء أهداف متوقعة للقوات الأمريكية

هل يكرر الحوثيون تجربة حماس مع الاحتلال؟

تصعِّد الولايات المتحدة عملياتها العسكرية ضد جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، مستهدفة قيادات بارزة في الجماعة، في إطار حملة مكثفة لوقف الهجمات البحرية في البحر الأحمر.
وتأتي هذه العمليات بعد تهديدات حوثية متزايدة ضد السفن الأمريكية والإسرائيلية، ما دفع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اعتبار الجماعة تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.

تزايدت حدة التصعيد بعد إعلان الحوثيين استهداف حاملة الطائرات «هاري ترومان» للمرة الثالثة خلال 48 ساعة، إضافةً إلى قصف مدمرة أمريكية.

وردًا على ذلك، نفذت الولايات المتحدة أكثر من 30 ضربة جوية دقيقة على مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء والحديدة. وقال البنتاجون إن الغارات ستستمر حتى يتوقف الحوثيون عن تهديد الملاحة البحرية.

وأسفرت الضربات عن سقوط عشرات القتلى في صفوف الجماعة، بما في ذلك شخصيات بارزة مسؤولة عن عمليات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

من هم أبرز المستهدفين؟

 

عبد الكريم الحوثي: الحاكم الفعلي لصنعاء

يعد عبد الكريم الحوثي، عم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، واحدًا من أهم الشخصيات الحوثية المستهدفة.

يُعرف بأنه «السلطة الخفية» في الجماعة، حيث يتحكم في قراراتها السياسية والعسكرية بعيدًا عن الأضواء.

ورد اسمه في قائمة الإرهاب التي أعلنتها المملكة، ويقال إنه ينسق بشكل مباشر مع إيران وحزب الله بعيدًا عن سلطة عبد الملك الحوثي.

يوسف المداني: الذراع الأيمن لزعيم الحوثيين

يُصنف يوسف المداني باعتباره الرجل الثاني في الجماعة، والمسؤول عن إعادة تنظيم صفوفها بعد مقتل مؤسسها حسين الحوثي.

يربطه المحللون مباشرة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله، حيث أشرف على تدريب المقاتلين الحوثيين واستقدام الخبراء الإيرانيين.

وتشير التقارير إلى أنه هدف رئيسي للقوات الأمريكية، نظرًا لدوره في تنسيق الهجمات البحرية والجوية ضد الأهداف الأمريكية والإسرائيلية.

عبد اللطيف المهدي: قائد الهجمات الصاروخية والمسيرات

يُتهم عبد اللطيف المهدي بقيادة الهجمات الحوثية بالصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة، بإشراف مباشر من إيران.

ويُعرف بسجله الوحشي في الحروب السابقة، وهو مطلوب دوليًا بسبب انتهاكاته للقانون الدولي الإنساني.

و يُرجح أن يكون ضمن قائمة المستهدفين في الغارات الأمريكية بسبب دوره البارز في تهديد الملاحة البحرية.

عبد الخالق الحوثي: قائد المنطقة العسكرية المركزية

فرض مجلس الأمن الدولي في 2015 عقوبات على عبد الخالق الحوثي بسبب قيادته عمليات قتالية تهدد الأمن والاستقرار في اليمن.

ويُعد من أبرز القادة العسكريين في الجماعة، وسبق أن قاد هجمات على دماج في صعدة عام 2013. نظراً لدوره العسكري، فمن المتوقع أن يكون ضمن قائمة الأهداف الأمريكية.

عبد الحكيم الخيواني: مسؤول ملف الاختطافات والاعتقالات

يتولى عبد الحكيم الخيواني منصبًا أمنيًا حساسًا في الجماعة، ويُتهم بالإشراف على حملات الاعتقالات التعسفية بحق المعارضين.

لا يحمل أي درجة علمية، لكنه وصل إلى منصب نائب وزير الداخلية في حكومة الانقلاب بفضل انتمائه القبلي المقرب من الحوثيين. يُعتقد أن استهدافه سيشكل ضربة قوية للمنظومة الأمنية للحوثيين.

لماذا تستهدفهم الولايات المتحدة؟

تعد واشنطن هذه الشخصيات الحوثية تهديدًا رئيسيًا لأمنها القومي ولمصالحها الإقليمية.

ووفقًا للبنتاجون، فإن العمليات العسكرية الحالية ليست لتغيير النظام، بل لوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر. ومع استمرار الهجمات الحوثية رغم الضغوط الأمريكية والدولية، فإن التصعيد العسكري مرشح للاستمرار.

هل يمكن أن تمتد الضربات إلى إيران؟

لمّح مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى أن الحملة العسكرية قد تشمل أهدافًا إيرانية في اليمن، إذا استمر الدعم الإيراني للحوثيين. يأتي هذا بعد إعلان ترامب أن أي هجوم حوثي سيُعتبر «طلقة من إيران»، محذرًا طهران من عواقب وخيمة.

وأجبرت الهجمات الحوثية العديد من شركات الشحن العالمية على تغيير مساراتها عبر جنوب إفريقيا، ما زاد من تكاليف النقل البحري

كما أن استمرار القصف الأمريكي على صنعاء والحديدة قد يؤدي إلى تصعيد إيراني في أماكن أخرى، مما يزيد التوترات في المنطقة.