سياسة أحداث جارية

بريطانيا.. عدو روسيا الجديد يصعد للواجهة

بريطانيا.. عدو روسيا الجديد يصعد للواجهة

على الرغم من تحسن العلاقات بين واشنطن وموسكو منذ تولي ترامب السلطة، إلا أن روسيا اكتسبت عدوًا أوروبيًا جديدًا مؤخرًا وهو بريطانيا.

وباتت بريطانيا في موقع العدو الأول لروسيا في الوقت الذي يسعى فيه ترامب لضبط العلاقات مع موسكو، وفي ظل محاولاته للتوسط من أجل إنهاء الحرب مع أوكرانيا.

لماذا العداء بين روسيا وبريطانيا؟

توترت العلاقات بين البلدين بعد أن طردت روسيا دبلوماسيين بريطانيين متهمين بالتجسس، ووصف جهاز مخابراتها بريطانيا بأنها “مًحرضة على العنف” وهدد حليف رئيسي لفلاديمير بوتين بمصادرة الأصول البريطانية داخل روسيا.

وقال جهاز الاستخبارات الروسية في وقت سابق هذا الأسبوع، إن بريطانيا تقوم بدور مشابه لما فعلته قبيل الحربين العالميتين في القرن الماضي من خلال “التحريض على الإرهاب”، متهمًا لندن في نفس الوقت بالسعي لوضع العراقيل أمام محاولات ترامب لإحلال السلام في أوكرانيا، وتابع: “لقد حان الوقت لكشفهم وإرسال رسالة واضحة لبريطانيا بأنها لن تنجح في مساعيها”.

وعلى الرغم من أن انتقادات الاستخبارات الروسية كانت منصبة بشكل أساسي على بريطانيا، إلا أن الخطاب امتد ليشمل الاتحاد الأوروبي بأكمله وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي قال إن الترسانة النووية الفرنسية هي المتصدي الأول للتهديد الروسي.

بريطانيا تتسلم راية العداء من الولايات المتحدة

لم تكن العلاقات الروسية – الأميركية في أحسن أحوالها خلال عهد الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، واتهمت موسكو واشنطن مرارًا بتورطها في تأجيج الحرب من خلال الدعم الذي تقدمه لكييف. ولكن منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة في 20 يناير الماضي، بدأت ملامح السياسة الخارجية الأميركية تجاه روسيا تتغير وأصبح هناك نوع من التقارب بينهما الذي يتطور بمرور الوقت، مع محاولات أميركية التي تلعب دور الوسيط للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ 3 سنوات.

وقال ثلاثة مسؤولين روس، تحدثوا لـ “رويترز” شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن بريطانيا تعتبر الآن العدو الرئيسي لموسكو، وقال أحدهم غاضبا إن لندن “تؤجج الفوضى والحرب” في أوكرانيا. وقال مسؤول آخر إن بريطانيا تقف وراء الجهود التي تعمل على حشد المعارضة ضد روسيا.

كانت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، كير ستامر، التي أكد فيها أن بريطانيا سترسل قوات برية بريطانية وطائرات في الجو إلى أوكرانيا كجزء من قوات حفظ السلام أثارت غضب السياسيين الروس. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف إن ستارمر يغذي التوترات بين البلدين في الوقت الذي يحاول فيه ترامب تهدئة الأوضاع.

ماذا تقول بريطانيا عن اتهامات التجسس؟

نفت بريطانيا الاتهامات التي وجهها جهاز الأمن الفيدرالي، الإثنين الماضي، لدبلوماسي بريطاني وزوجة دبلوماسي آخر بالتجسس وقالت إنها لا أساس لها من الصحة. وردًا على ذلك تم استدعاء السفير الروسي في لندن يوم الأربعاء، وطردت دبلوماسي روسي آخر وزوجته. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان يوم الأربعاء “من الواضح أن الدولة الروسية تسعى بنشاط إلى دفع السفارة البريطانية في موسكو نحو الإغلاق”.

وأكد المتحدث باسم الخارجية البريطانية أن لندن لن تلتفت إلى أي ادعاءات كذبة، وأن بلاده بالتعاون مع الحلفاء، ومن بينهم الولايات المتحدة يركزون على إحلال السلام في أوكرانيا. وقال رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني، إن روسيا تعمدت تنفيذ أعمال عدائية على الأراضي البريطانية والأوروبية. وأدانت محكمة في لندن هذا الشهر ثلاثة بلغاريين بالانتماء إلى وحدة تجسس روسية. وفي أكتوبر الماضي، اعترف بريطاني أمام محكمة في لندن بأنه نفّذ هجومًا بالحريق على مستودع مملوك لأوكرانيين في شرق لندن لصالح روسيا.

اقرأ أيضًا:

لماذا تتفاوض واشنطن مع روسيا وأوكرانيا بشكل منفرد؟

لماذا تتناقض تصريحات ترامب حول حرب روسيا وأوكرانيا؟

هل تتنازل روسيا عن أصولها المجمدة كجزء من تسوية الحرب في أوكرانيا؟