يُعد معدل السكر الطبيعي للصائم أحد المؤشرات المهمة للتأكد من نسبة الجلوكوز في الدم لكلا من المصابين بالسكري وغير المصابين به، وهو يستهدف محاولة إدارة مستوى السكر إذا زاد أو انخفض عن المعدلات الطبيعية.
يستخدم مرضى السكري نسب السكر الطبيعي للصائم لمعرفة كمية الأدوية أو الأنسولين التي يحتاجها الجسم وما إذا كانت بحاجة إلى التعديل. أما بالنسبة لهؤلاء من غير المرضى بالسكري، فإن معرفة مستويات السكر في الدم وسيلة للتحقق من أسباب الأعراض المختلفة لأمراض أخرى، كما أن مستوى السكر في الدم خلال الصيام إجراء أساسي قبل أي تدخل جراحي أو إجراء أي اختبار معملي.
معدل السكر الطبيعي للصائم
يتم قياس نسبة السكر الطبيعي للصائم في الدم بعد 8 ساعات من تناول آخر وجبة باستثناء الماء، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن معدل السكر الطبيعي للصائم تكون بين 70 مجم/ديسيلتر (3.9 مليمول/لتر) و100 مجم/ديسيلتر (5.6 مليمول/لتر). وعندما يكون جلوكوز الدم الصائم بين 100 إلى 125 مجم/ديسيلتر (5.6 إلى 6.9 مليمول/لتر)، فهذا يعني أن الشخص قد يكون مصابًا بالسكري ويوصى الأطباء حينها بإجراء تغييرات في نمط الحياة ومراقبة نسبة السكر في الدم.
أما إذا كان جلوكوز الدم للصائم 126 مجم/ديسيلتر (7 مليمول/لتر) أو أعلى في اختبارين منفصلين، يتم تشخيص الشخص بمرض السكري. ويسعى الأشخاص المصابون بمرض السكري للحفاظ على مستويات الجلوكوز لديهم عند 140 مجم/ديسيلتر في المتوسط. وقد يتم تشخيص الشخص بمرض السكري إذا كانت نتائج الاختبارات المتعلقة بمعدل السكر الطبيعي للصائم لديه تتراوح بين 100 و125 مجم/ديسيلتر، و140 إلى 199 بعد تناول الوجبة بساعتين.
نسبة السكر الطبيعي للصائم حسب الفئة
تحدد الجمعية الأميركية للسكري مستوى السكر الطبيعي للصائم في الدم وبعد تناول الوجبات أو ما يُتداول باسم (النسبة الطبيعية للسكر في الدم صائم وفاطر) على حسب الفئة والمرحلة العمرية كالآتي:
البالغون المصابون بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني
يتراوح معدل السكر الطبيعي لمرضى السكر من 80 إلى 130 ملجم/ديسيلتر (من 4 إلى 7 مليمول/لتر) خلال الصيام، وأقل من 180 مجم/ديسيلتر (أقل من 9 مليمول/لتر) بعد الوجبة، وأقل من 8.5 مليمول/لتر للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
الأطفال المصابون بمرض السكري من النوع الأول
معدل السكر الطبيعي للصائم يتراوح بين من 90 إلى 130 ملجم/ديسيلتر.
المراهقون
تكون نسبة السكر الطبيعي للصائم من 90 إلى 130 ملجم/ديسيلتر.
الحامل ومرضى سكر الحمل
تكون نسبة السكر الطبيعي للصائم أقل من 95 ملجم/ديسيلتر، و140 مجم/ديسيلتر بعد تناول الوجبات بساعة واحدة و120 مجم/ديسيلتر بعد ساعتين من الوجبات.
كبار السن فوق الـ65 عامًا
تتراوح نسبة السكر الطبيعي للصائم من 80 إلى 180 مجم/ديسيلتر.
ورغم ذلك، لا يعتبر العمر هو العامل الوحيد المؤثر على معدل السكر الطبيعي للصائم، إذ تؤثر عوامل أخرى مثل مستويات الجلوكوز في الصباح والمساء، والطريقة التي تتم بها إدارة مرض السكري، والحالات الصحية الأخرى التي ربما يعيشها الشخص.
مستويات السكر في الدم المثيرة للقلق
يُعتبر مستوى السكر في الدم مرتفعًا عندما تصل نسب الجلوكوز في الدم إلى أعلى من 125 مجم/ديسيلتر خلال الصيام، أو عندما تكون المستويات 180 مجم/ديسيلتر أو أكثر خلال ساعتين من تناول الطعام. وعلى العكس يُعتبر معدل السكر الطبيعي منخفضًا عندما تتراجع نسب الجلوكوز في الدم لأقل من 70 مجم/ديسيلتر.
وقد لا يختبر الشخص أي أعراض للانخفاض الشديد في معدل السكر الطبيعي في الجسم حتى تصل إلى 55 مجم/ديسيلتر، أما ارتفاع مستوى السكر في الدم يكون مصحوبا ببعض الأعراض مثل: الدوخة – النعاس – الغثيان – ألم المعدة – العطش المفرط – التنفس السريع – معدلات ضربات القلب السريعة – الارتباك – فقدان الوعي. ويوصي الأطباء بضرورة مراجعة مقدم الرعاية الصحية فورًا عند اختبار أي عرض من الأعراض السابقة لما لها من تأثيرات قد تهدد الحياة.
ما أهمية نسبة السكر الطبيعي للصائم؟
يُعتبر معدل السكر الطبيعي للصائم أو بعد تناول الطعام مهمًا بالنسبة لمرضى السكري حتى يضعون استراتيجيتهم لإدارة المرض، سواء كانوا بحاجة لكمية أكبر من الأنسولين أو الأدوية الخاصة بالسكري الأخرى في حالة مرضى النوع الثاني. كما أن مستوى السكر في الدم عامل أساسي لأي شخص سيخضع لفحص معملي أو فحص دم، بخلاف أنه إذا لم يكن في جسمك ما يكفي من الأنسولين للتحكم في السكر الموجود في طعامك وشرابك، فإن السكر يبقى في مجرى الدم.
يمكن أن يحدث هذا أيضًا إذا كنت تعاني من مقاومة الأنسولين، وهو ما يعني أن جسمك لا يستجيب للأنسولين بشكل صحيح. وبالتدريج، يمكن أن تتسبب المستويات المرتفعة من السكر في الدم إلى تلف الأنسجة والأوعية الدموية والتي ينتج عنها مشكلات صحية مثل أمراض القلب التاجية وأمراض الكلى ومرض العين السكري.
اقرأ أيضًا:
هل توجد أنواع من التمور لا ترفع السكر في الدم؟.. إليك الحقيقة
لماذا قد يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى تسريع شيخوخة الخلايا؟