قال رئيس مكتب العلاقات الخارجية لحماس ومقره قطر، موسى أبو مرزوق، إنه لو علم بتداعيات هجوم 7 أكتوبر الذي قامت به حماس على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما كان سيوافق على تنفيذه.
وأضاف أبو مرزوق – الذي شغل منصب أول زعيم للمكتب السياسي لحماس في التسعينيات – في مقابلة هاتفية مع صحيفة “نيويورك تايمز” أنه لم يعلم مسبقًا بخطة الهجوم على الأراضي المحتلة، والتي أعقبها حرب شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة وخلّف دمارًا هائلًا وأزمة إنسانية ضخمة. مشيرًا إلى أن هناك استعدادًا داخل حركة حماس للتفاوض بشأن أسلحة المجموعة في غزة والتي تُعد من أبرز نقاط الخلاف في المفاوضات بين حماس والاحتلال.
هل تمثل تصريحات أبو مرزوق حماس؟
يُعد موقف أبو مرزوق مخالفًا لذلك الذي يتبناه أغلب قادة حماس الآخرين، ومن غير الواضح ما إذا كان أعضاء آخرين في الحركة يتفقون مع آراء الزعيم السابق للحركة، وتُشكك الصحيفة بأن تلك الآراء ربما تكون وسيلة للضغط على إسرائيل من أجل المفاوضات. وفي أعقاب نشر حديث أبو مرزوق مع الصحيفة، أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، قالت فيه إن التصريحات المنسوبة إلى القيادي بالحركة “لا تمثل حماس”.
وقال قاسم إن “حماس متمسكة بسلاحها المقاوم باعتباره سلاحا شرعيًا، ولا نقاش في ذلك طالما هناك احتلال لأرضنا الفلسطينية والتصريحات المنسوبة للدكتور موسى أبو مرزوق لا تمثل موقف حماس”.
وتابع: “سلوك الاحتلال العدواني والتدميري في كل حروبه ضد شعوب المنطقة هو السبب في الدمار الذي لحق بقطاع غزة وهو الآن يكمل سياسة التدمير في الضفة الغربية (…) ستبقى المقاومة بكل أشكالها حقا مشروعًا لشعبنا حتى التحرير والعودة, وستظل ملحمة السابع من أكتوبر نقطة في فارقة في تاريخ كل الشعوب المحتلة، ونقطة تحول استراتيجي في مسار النضال”.
خلافات محتملة!
تتكهن صحيفة نيويورك تايمز بأن تصريحات أبو مرزوق تُعد دليلًا على وجود خلافات بين مسؤولي حماس حول تحركات الجماعة في 7 أكتوبر وما ترتب عليها، كما أنها تُعد إِشارة على الإحباط الذي يسيطر على الفلسطينيين في غزة في ظل المعاناة غير العادية التي يعيشونها، بحسب الصحيفة.
وشبّهت الصحيفة تعليقات أبو مرزوق بتلك التي أصدرها زعيم حزب الله الراحل، حسن نصر الله، في أعقاب حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، إذ دفع وقتها الدمار الذي خلفه الصراع نصر الله للاعتراف بأن الجماعة لم تكن “لتختطف وتقتل العديد من الجنود الإسرائيليين في ذلك الوقت لو كانت تعلم أن ذلك من شأنه أن يثير مثل هذا الرد القوي”، بحسب نيويورك تايمز.
واعتبر أبو مرزوق أن بقاء حماس في قطاع غزة بعد نحو 15 أشهر من الحرب يُعد دليلًا على النصر “نوعًا ما”، مشبهًا الحركة بأنها مثل رجل عادي يصارع مايك تايسون (بطل الملاكمة السابق للوزن الثقيل)، فإذ حدث وظل الرجل على قيد الحياة بعد القتال، فإنه بمثابة المنتصر، في إشارة لاختلاف القوى بين حماس والاحتلال. مستكملًا: ولكن من حيث القيمة المطلقة، لا يجوز الزعم بأن حماس انتصرت، وخصوصًا في ظل الدمار الكبير الذي ألحقه الاحتلال بالقطاع”. واصفًا إسرائيل في نفس الوقت بأنها كيان فقد السيطرة على نفسه وبدأ في الانتقام من كل شيء، وهذا أيضًا لا يُعد انتصارًا في رأيه.
وأجاب أبو مرزوق على سؤال يتعلق بالأسلحة قائلًا: “نحن مستعدون للتحدث عن كل قضية، أي قضية تُطرح على الطاولة، نحتاج إلى التحدث عنها”. ولكن تتناقض تلك التصريحات مع نظيرتها التي أطلقها القيادي في حماس، أسامة حمدان، وقال خلالها في مؤتمر عقد في الدوحة بقطر في منتصف هذا الشهر إن “أسلحة المقاومة” ليست مطروحة للمناقشة، ويبدو أنه يستبعد التوصل إلى تسوية.
وقال أبو مرزوق إن حماس منفتحة أيضًا على إطلاق سراح جميع الأسرى في نفس الوقت، إذا كانت إسرائيل راغبة في إطلاق سراح الآلاف من الفلسطينيين في سجونها، وإنهاء الحرب والانسحاب من غزة. مؤكدًا استعداد حماس لإبرام “صفقة شاملة”.
اقرأ أيضًا:
الهدنة تتأرجح.. تأجيل الإفراج عن الفلسطينيين وتصعيد في الضفة
بعد اللقاء التشاوري في الرياض.. ما ملامح مقترح إعادة إعمار غزة؟
بالتفاصيل.. حماس تطلق سراح رهائن إسرائيليين في غزة بعد عودة جثمان شيري بيباس