يواجه كثيرون إحباطًا عندما لا تنعكس جهودهم في الحمية الغذائية والرياضة على الميزان كما توقعوا، رغم التزامهم بنمط حياة صحي.
ويعود ذلك إلى أسباب متعددة، بعضها يرتبط بعادات يومية غير مدروسة، وأخرى تتعلق بعوامل جسدية وهرمونية قد تعيق فقدان الوزن، وفي هذا السياق توضح أخصائية التغذية فيكتوريا تايلور، أن النهج الصحي لفقدان الوزن لا يعتمد فقط على تقليل السعرات الحرارية، بل يشمل أيضًا تحسين جودة الغذاء وزيادة النشاط البدني.
وتشير تايلور إلى أن الأنظمة الغذائية القاسية غالبًا ما تؤدي إلى نتائج مؤقتة، حيث يستعيد الجسم الوزن المفقود بسرعة بمجرد العودة إلى العادات الغذائية القديمة. لذلك، توصي باعتماد نظام غذائي متوازن يتضمن البروتينات، والألياف، والدهون الصحية، إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام.
كما تؤكد أن فقدان الوزن بشكل صحي يتطلب الصبر والاستمرارية، وليس الحلول السريعة التي قد تضر بالصحة على المدى الطويل. لذا، فإن التركيز على العادات الغذائية السليمة والنشاط البدني هو المفتاح لتحقيق نتائج مستدامة.
ووفقًا لمؤسسة القلب البريطانية، فإن الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، غير أن تحقيق ذلك قد يكون أكثر تعقيدًا مما يبدو.
هل تتوقع نتائج سريعة جدًا؟
يريد كثيرون خسارة الوزن بسرعة، لكن الجسم يحتاج وقتًا للتأقلم مع التغييرات، فاكتساب الوزن لم يحدث بين ليلة وضحاها، لذا فإن فقدانه سيأخذ وقتًا أيضًا.
وتشير التوصيات الصحية إلى أن فقدان نصف إلى واحد كيلوجرام أسبوعيًا هو المعدل الآمن والمستدام، بينما يؤدي التسرع في خفض الوزن عبر أنظمة غذائية صارمة إلى استعادته سريعًا بمجرد العودة إلى العادات القديمة.
هل تعتمد على الرياضة فقط؟
يعتقد البعض أن ممارسة التمارين الرياضية وحدها كافية لإنقاص الوزن، لكنها ليست الحل السحري، حيث أظهرت أبحاث صادرة عن المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (NICE) أن الجمع بين النشاط البدني والتعديلات الغذائية هو الأكثر فعالية. كما أن بعض التمارين المكثفة قد تزيد من الشهية، مما قد يؤدي إلى تناول سعرات حرارية أكثر مما تم حرقه.
هل تحرم نفسك من الطعام؟
الحدّ المفرط من السعرات الحرارية أو استبعاد مجموعات غذائية بالكامل قد يبدو فعالًا في البداية، لكنه قد يأتي بنتائج عكسية. إذ يؤدي ذلك إلى نقص المغذيات الأساسية والشعور بالجوع الشديد، مما يزيد من احتمالية تناول الطعام بشراهة لاحقًا.
ويوصي خبراء التغذية بتناول وجبات متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية، مع ترك مساحة صغيرة للأطعمة المفضلة باعتدال.
هل تغفل عن السعرات السائلة؟
من السهل التركيز على الطعام ونسيان السعرات الحرارية الموجودة في المشروبات، مثل المشروبات الغازية والعصائر والقهوة المحلاة، التي قد تضيف مئات السعرات الحرارية يوميًا دون أن نشعر.
ووفقًا لدراسة منشورة في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، فإن تقليل المشروبات السكرية يساعد بشكل كبير في خفض الوزن. لذا من الأفضل استبدال هذه المشروبات بالماء أو المشروبات غير المحلاة.
هل يؤثر التوتر على نمطك الغذائي؟
الإجهاد والتوتر قد يدفعان البعض إلى تناول الطعام بكثرة أو اللجوء إلى أطعمة غير صحية.
وتشير دراسات عديدة إلى أن التوتر يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يعزز الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية. لذلك، من المهم البحث عن طرق بديلة للتعامل مع الضغط النفسي، مثل ممارسة التأمل أو المشي أو الانخراط في أنشطة إبداعية.
هل تغيرت ظروف حياتك؟
قد تكون الطريقة التي ساعدتك على فقدان الوزن في الماضي لم تعد فعالة الآن، بسبب تغير نمط حياتك. فوجود مسؤوليات جديدة، مثل رعاية الأطفال أو تغير جدول العمل، قد يقلل من الوقت المتاح لممارسة الرياضة أو تحضير وجبات صحية.
في هذه الحالة، يُنصح بتعديل الأهداف والخطط بما يتناسب مع الوضع الحالي، بدلاً من محاولة التمسك بأساليب قديمة لم تعد مناسبة.
هل تحصل على قسط كافٍ من النوم؟
أظهرت دراسات أن قلة النوم تؤدي إلى اضطراب هرمونات الجوع، مما يزيد من الرغبة في تناول أطعمة غير صحية.
وتجعل قلة النوم الجسم أكثر ميلًا لاستهلاك الكربوهيدرات والدهون المشبعة. لذا، فإن تحسين جودة النوم والحصول على 7-8 ساعات ليلاً يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا في فقدان الوزن.
هل هناك أسباب طبية؟
في بعض الحالات، قد يكون سبب ثبات الوزن مرتبطًا بحالات صحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو متلازمة تكيّس المبايض. إذا كنت تلتزم بنظام صحي ولا ترى أي تغير، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
ما الحل؟
الحل الأمثل هو تبني استراتيجية متوازنة تجمع بين تعديل العادات الغذائية، وممارسة النشاط البدني، وإدارة الإجهاد، والنوم الجيد.
إذا كنت تواجه صعوبة في فقدان الوزن، فقد يكون من المفيد الاحتفاظ بمذكرات غذائية لتتبع العادات اليومية ومعرفة الجوانب التي تحتاج إلى تعديل. وفي حال استمرار المشكلة، يمكن اللجوء إلى مختص تغذية أو طبيب لفهم الأسباب المحتملة ووضع خطة مناسبة.