مُحملًا بالأحلام غادر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأراضي المحتلة إلى واشنطن للقاء حليفه الأول دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، ليعود وهو يجر أذيال الآمال المحطمة وهو ما انعكس في تصريحاته في أعقاب الزيارة.
وكان نتنياهو يعلق الكثير من الآمال على تلك الزيارة خصوصًا وأن الرئيس الأمريكي اختصه ليكون أول قائد يستقبله في البيت الأبيض منذ تنصيبه، بالإضافة إلى أنه توقع أن يحقق 3 أهداف رئيسية، تحديدًا بعد تصريحات الأول خلال اللقاء الذي جمعهما في 5 فبراير، والتي أعلن فيها عن خطته بشأن تهجير سكان غزة وطموحاته في تنمية القطاع.
ولكن ساهم بيان سعودي، أكد أنه لا سلام بدون حل الدولتين، في إعادة ترامب إلى رشده ليعود ويقول إن واشنطن ليست مستعدة لتنفيذ المقترح، وبذلك يتبخر هدف نتنياهو الأول من الزيارة. أما الهدف الثاني كان يتعلق بإيران وسعي نتنياهو لتحفيز ترامب على ضربها بحجة أنه لا مفر من ذلك لردعها، إلا أن الرئيس المنتخب اكتفى بالضغط من خلال فرض العقوبات وجعل باب التفاوض مع طهران مفتوحًا.
أما الهدف الأخير لنتنياهو تمثل في سعيه لكسب المزيد من الود مع السعودية وتعزيز العلاقات بينهما دون دولية فلسطينية، إلا أن بيان المملكة الذي شدد على أنه لا تهاون في الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال أعاد نتنياهو مرة أخرى للمربع صفر ليعود خالي الوفاض بعد فشله في تحقيق أي هدف من الثلاثة.
هل هناك أي مكاسب حققها نتنياهو؟
يقول الكاتب والباحث السياسي منيف الحربي: “يبدو أن ترامب قدّم لنتيناهو دعمًا بفكرته غير المنطقية عن غزة حتى يحافظ على تماسك حكومته حتى ديسمبر 2026، ويُعتبر هذا الجزء الوحيد الذي حققه نتنياهو بحيث إنه أخذ نوعًا ما ضوء أخضر من ترامب حتى في إعادة الحرب من جديد إذا صار في اتفاق وقف إطلاق النار أي تعثر”.
وأضاف الحربي خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “الجزء الأكبر الذي لم يستطع نتنياهو تحقيقه هو السلام مع السعودية وواضح أن الموقف السعودي الحازم المؤكد على أنه لا سلام مع تل أبيب إلا بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتالي كان بيان 5 فبراير بيان الفجر من السعودية واضحًا لا لبس فيه، وهو ملف لم يحقق فيه نتنياهو أي اختراقات وكان يتوقع بحدوث أي تقدم”.
أما الملف الثاني الذي لم يحقق فيه نتنياهو أي تقدم هو الملف الإيراني، إذ كان يتوقع أن يحصل على دعم من ترامب لضربة عسكرية مشتركة وإمداده بالقنابل الخارقة للجبال، ولكن من الواضح أن ترامب لا يسعى لهذا المقترح ويلجأ بدلًا منه إلى الضغط من خلال العقوبات التي ارتفعت لقرابة 1590 عقوبة.
أسباب عرض ترامب مقترح غزة
يقول الحربي إن هناك عدة أسباب وراء هذا المقترح، أولها ما أشارت إليه صحيفة “إيكونوميست” حول أن ترامب يتبع دلوماسية الرجل الغاضب، والمبرر لهذا التصرف هو محاولته للارتقاء بمستوى الخطط الأمريكية بحيث لا تُنفق الولايات المتحدة دولارًا واحدًا في إعادة إعمار غزة ويلقي بهذه المسؤولية تجاه العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي.
السبب الثاني في رأي الحربي، هو إعطاء نتنياهو موقفًا يستطيع من خلاله أن يحافظ على حكومته اليمينة حتى انتخابات ديسمبر 2026، خصوصًا بعد استفتاء أمس على سحب الثقة الذي فشل بسبب تصويت 40 عضوًا فقط على هذا المقترح داخل الكنيست الإسرائيلي، بحسب الحربي. و”السبب الثالث، هو سعيه لإشغال الداخل الإسرائيلي لعقد صفقة مع الإيرانيين ولا يريد من الإسرائيليين أن يقدموا على أي أمر يعرقل إتمام هذه الصفقة، أما السبب الرابع هو سعي ترامب لإشغال الداخل الأمريكي بعد تراجع شعبيته على خلفية مواقفه من ناحية كندا والمكسيك وقناة بنما وجزيرة جرينلاند الدنماركية التي أراد ضمها”.
اقرأ أيضًا:
نتنياهو يتهم حماس بعرقلة صفقة غزة.. هل ينهار الاتفاق؟
الخارجية تندد بتصريحات نتنياهو وتؤكد حقوق الفلسطينيين
حقيقة إصابة “نتنياهو” بسرطان البروستاتا بعد خضوعه لجراحة لإزالتها