في خطوة مفاجئة، جمدت إدارة الرئيس دونالد ترامب التمويل المخصص لبرنامج محطات شحن السيارات الكهربائية، والذي تبلغ قيمته 5 مليارات دولار.
يهدف هذا البرنامج إلى بناء شبكة وطنية لدعم شحن المركبات الكهربائية، لكنه أصبح الآن في مهب الريح بسبب السياسات الجديدة للإدارة الأمريكية.
قرار فيدرالي يوقف التمويل ويثير القلق
أعلنت إدارة الطرق السريعة الفيدرالية (FHWA) في مذكرة رسمية، أن الولايات لن تتمكن من تقديم خطط جديدة أو الوصول إلى الأموال حتى يتم تحديث إرشادات البرنامج.
وأضافت الوكالة أن أي التزامات مالية جديدة ممنوعة حاليًا، في حين ستتم إعادة صياغة برنامج NEVI بما يتماشى مع الأولويات السياسية الجديدة.
تداعيات القرار على مشاريع شحن السيارات
يهدد قرار التجميد العديد من المشاريع التي كانت قيد التنفيذ، حيث أصدرت 41 ولاية بالفعل طلبات لتقديم العطاءات، وأبرمت 35 ولاية اتفاقيات لإنشاء أكثر من 890 محطة تتضمن 3560 منفذ شحن سريع.
ومع وقف التمويل، فإن مستقبل هذه المشاريع غير واضح، ما قد يؤدي إلى تأخير تنفيذ البنية التحتية اللازمة لدعم السيارات الكهربائية.
ردود فعل غاضبة من الولايات والشركات
أثار قرار تجميد التمويل المخصص لبرنامج محطات شحن السيارات الكهربائية ردود فعل غاضبة من الحكومات المحلية وشركات شحن السيارات، حيث أكد ألبرت جور، المدير التنفيذي لجمعية النقل الخالي من الانبعاثات، أن العديد من الولايات قد تطعن قانونيًا في القرار.
وأشار إلى أن هذه الولايات دخلت بالفعل في عقود بناء، وأن تعليق التمويل قد يؤدي إلى مشكلات مالية وإدارية ضخمة، لم يأخذها القرار بعين الاعتبار.
ترامب والسيارات الكهربائية .. حرب مستمرة
يأتي هذا القرار ضمن سلسلة من الخطوات التي اتخذها ترامب منذ انتخابه لإلغاء سياسات سلفه جو بايدن الداعمة لقطاع السيارات الكهربائية.
وقد سبق أن ألغى الرئيس دونالد ترامب الإعفاءات الضريبية على السيارات الكهربائية، كما خفّف القيود المفروضة على انبعاثات العوادم، مما شجع على استمرار إنتاج السيارات التقليدية التي تستهلك الوقود.
تأثير القرار على سوق السيارات الكهربائية
تزامن القرار مع تحسن أداء برنامج محطات شحن السيارات الكهربائية، حيث كشف تقرير الربع الرابع من عام 2024 عن تشغيل 126 منفذ شحن عام عبر 31 محطة في تسع ولايات، بزيادة 83% عن الربع السابق.
ومع ذلك، فإن تجميد التمويل قد يعرقل هذا التقدم، ما قد يؤثر سلبًا على انتشار أفضل السيارات الكهربائية في السوق الأمريكية.
استفادة إيلون ماسك من سياسات ترامب
رغم معارضته العلنية للدعم الحكومي، فإن الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، كان من بين أكبر المستفيدين من التمويل الحكومي، حيث حصلت شركته “تيسلا” على 31 مليون دولار من أموال NEVI لتركيب 539 منفذ شحن سريع، وهو ما يمثل 6% من إجمالي التمويل الموزع.
وعلى الرغم من ذلك، فإن ماسك يؤيد علنًا إلغاء الحوافز الفيدرالية للسيارات الكهربائية، ما يثير تساؤلات حول ازدواجية موقفه.
مستقبل غير واضح لشبكة الشحن الكهربائي
مع استمرار الجدل السياسي حول تمويل شحن السيارات، يبقى مستقبل الشبكة الوطنية لمحطات شحن المركبات غير مؤكد.
ومن المتوقع أن تواجه الإدارة الأمريكية تحديات قانونية من قبل الولايات المتضررة، خاصة أن تمويل البرنامج كان جزءًا من قانون خفض التضخم لعام 2022 الذي أقرّه الكونجرس.
هل يتجه الكونجرس لإلغاء التمويل بالكامل؟
تسعى بعض الأصوات الجمهورية في الولايات الأمريكية إلى استغلال التوقف المؤقت لإعداد تشريع قد يلغي تمويل محطات شحن السيارات الكهربائية بشكل نهائي.
وفي حال نجاح هذه الجهود، فإن ذلك قد يشكل ضربة كبيرة لقطاع السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، ويؤدي إلى إبطاء التحول نحو الطاقة النظيفة.
القلق من تراجع مبيعات السيارات الكهربائية
يشعر المستهلكون بالقلق من شحن السيارات، حيث تُعتبر ندرة البنية التحتية للشحن أحد العوائق الرئيسية أمام انتشار أفضل السيارات الكهربائية.
ومع تجميد التمويل، قد تتراجع مبيعات هذه المركبات بشكل أكبر، مما يمنح السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود ميزة تنافسية.
يبقى السؤال الأهم، هل سيتمكن قطاع شحن السيارات من الصمود في ظل التحديات السياسية؟ في الوقت الحالي، يبدو أن القرارات الصادرة عن إدارة ترامب قد تعيد تشكيل مستقبل السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، لكن المواجهة القانونية والسياسية لا تزال مفتوحة على جميع الاحتمالات.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
بي واي دي تتخطى تسلا وتتصدر مبيعات السيارات الكهربائية
ديب سيك الصينية تقود ثورة الذكاء الاصطناعي في قطاع السيارات الكهربائية
لماذا أمر ترامب وزارة الخزانة بوقف إنتاج عملة البنس المعدنية؟