شهدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) تطورات غير مسبوقة، حيث أغلقت أبوابها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتم وضع الموظفين في إجازة إجبارية.
يأتي هذا الإجراء وسط تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يسعى إلى إنهاء دور الوكالة كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية الأمريكية.
أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعًا، خاصة بعد تصريحات الملياردير إيلون ماسك، الذي أكد أن ترامب وافق على إغلاق الوكالة بشكل نهائي.
دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في تقديم المساعدات
تُعد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حجر الأساس في تقديم المساعدات الأمريكية الخارجية، حيث صرفت ما يقارب 44 مليار دولار في السنة المالية 2023، وفقًا لموقع Foreignassistance.gov الفيدرالي.
وذهب أكثر من 16 مليار دولار من هذا المبلغ إلى أوكرانيا، وهو ما يمثل 60% من إجمالي المساعدات الخارجية الأمريكية.
كما استفادت دول مثل إثيوبيا، الأردن، أفغانستان، والصومال من دعم يفوق المليار دولار لكل منها.
ماسك يكشف موافقة ترامب على الإغلاق
أعلن إيلون ماسك، خلال نقاش على منصته “إكس سبيس”، أن ترامب أكد له أكثر من مرة عزمه على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وقال ماسك: “هل تعلمون أنه بأموال دافعي الضرائب، موّلت الوكالة أبحاثًا حول الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك كوفيد-19 الذي قتل ملايين الأشخاص؟”.
وأثار تصريح إيلون ماسك عاصفة من الانتقادات والشكوك حول صحة الادعاءات.
دمج الوكالة في وزارة الخارجية وتقليص المشاريع
تشير تقارير إعلامية إلى أن الحكومة تدرس دمج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في وزارة الخارجية، مع تقليص عدد من المشاريع التي تمولها، والتي تشمل قطاعات الصحة، البنية التحتية، وبرامج الإغاثة من الكوارث.
ويأتي ذلك في إطار مساعي ترامب لإعادة هيكلة الإنفاق الفيدرالي، حيث يرى أن المساعدات الخارجية تدار من قبل “متهورين متطرفين”، وفقًا لما صرّح به للصحفيين.
المساعدات الأمريكية على المحك
في عام 2023، بلغ إجمالي المساعدات الخارجية الأمريكية، بما فيها المساعدات العسكرية، نحو 72 مليار دولار، وهو ما يمثل أقل من 1% من الميزانية الفيدرالية.
وشملت هذه المساعدات مجالات واسعة مثل صحة المرأة في مناطق الصراعات، توفير المياه النظيفة، أمن الطاقة، ومكافحة الفساد.
ومع قرار تقليص دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو إغلاقها، ستتأثر العديد من الدول والمشاريع التي تعتمد على هذه المساعدات في مختلف المجالات السالف ذكرها.
ترامب يهدد بقطع المساعدات عن جنوب أفريقيا
وفي سياق متصل، أعلن ترامب عن عزمه قطع التمويل عن جنوب أفريقيا، زاعمًا أن “فئات معينة من الناس” تتعرض لمعاملة سيئة هناك.
وكتب ترامب في منشور عبر منصته “تروث سوشيال”: “تصادر جنوب أفريقيا الأراضي وتعامل فئات معينة من الشعب معاملة سيئة للغاية”.
وأضاف: “الولايات المتحدة لن تقبل بذلك، وسوف نتحرك. سأقطع كل التمويل المستقبلي عن جنوب أفريقيا لحين الانتهاء من التحقيق الكامل في هذا الوضع”.
بحسب بيانات الحكومة الأمريكية، فقد تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات بقيمة 440 مليون دولار لجنوب أفريقيا في عام 2023، لكن تهديد ترامب بقطع هذه المساعدات قد يؤثر سلبًا على الأوضاع الاقتصادية في البلاد، حيث انخفضت عملة الراند بنسبة 1.4% مقابل الدولار فور إعلان ترامب عن موقفه.
رد الفعل الدولي والتداعيات المحتملة
أثار قرار ترامب المحتمل بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ردود فعل متباينة، ففي الوقت الذي يرى فيه مؤيدوه أن تقليص المساعدات الخارجية سيسهم في تقليل العجز المالي وتعزيز الإنفاق المحلي، يحذر الخبراء من أن هذا القرار قد يؤثر على النفوذ الأمريكي عالميًا، خاصة في الدول التي تعتمد على هذه المساعدات لتحقيق الاستقرار والتنمية.
أما بخصوص جنوب أفريقيا، فقد أكدت وزارة الخارجية هناك أنها على ثقة من أن مستشاري ترامب سيدرسون الوضع بعمق قبل اتخاذ أي قرار نهائي، مشيرة إلى أن قانون المصادرة الذي أقرته الحكومة ليس استثنائيًا، حيث تمتلك العديد من الدول تشريعات مماثلة.
مستقبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
يبقى مصير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مجهولًا في ظل التصريحات المتضاربة والتقارير المتزايدة حول نيتها الاندماج في وزارة الخارجية.
ومع تصاعد الجدل حول تأثير إغلاقها على السياسات الخارجية الأمريكية، يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح إدارة ترامب في تنفيذ هذا القرار، أم أن الضغوط الدولية والمحلية ستجبره على التراجع؟
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| توقعات الأمريكيين لمستقبل الاقتصاد في ولاية ترامب الثانية