أظهرت بيانات جديدة نشرها المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي «يوروستات» أن أوروبا تواجه نقصًا حادًا في بعض التخصصات المهنية، حيث تُظهر الإعلانات الوظيفية عبر الإنترنت أن هناك وظائف محددة تشهد طلبًا متزايدًا.
وتأتي في مقدمة هذه الوظائف «متخصصو تكنولوجيا المعلومات» بنسبة 9٪ من إجمالي الإعلانات، يليهم «مطورون برمجيون» و«مهندسون»، مما يعكس حاجة حقيقية لتوسيع القدرات التقنية في سوق العمل الأوروبي.
تتراوح الوظائف المطلوبة في أوروبا من تخصصات تكنولوجيا المعلومات إلى المهن الصناعية، إذ أظهرت البيانات أن الإعلانات الخاصة بـ «متخصصي تكنولوجيا المعلومات» بلغت نحو 871 ألف إعلان خلال عام 2023. وبذلك تبرز هذه الوظائف في وقت يعاني فيه سوق العمل من نقص في المهارات التقنية المتقدمة، وهو ما يعكس التحديات التي تواجه الشركات الأوروبية في تأمين الكوادر المتخصصة لتلبية احتياجاتهم التقنية.
ووفقًا للتقرير الذي نشرته «يوروستات» في فبراير 2025، يتم تتبع مئات المواقع الوظيفية لتحديد الوظائف الأكثر طلبًا، وأظهرت النتائج أن التوجه نحو تخصصات تكنولوجيا المعلومات يتزايد بشكل ملحوظ. بينما حذر التقرير من أن الإعلان عن الوظائف لا يعني بالضرورة وجود وظائف شاغرة فعليًا، حيث قد تتكرر الإعلانات لنفس الوظيفة أو يتم نشرها حتى في غياب الشواغر الفعلية.
لماذا تتصدر وظائف تكنولوجيا المعلومات القائمة؟
إذا كانت تكنولوجيا المعلومات هي الأولوية في أوروبا، فما السبب وراء ذلك؟
من الواضح أن هناك اهتمامًا متزايدًا في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وهو ما يتضح من الأرقام المتعلقة بطلبات «متخصصي تكنولوجيا المعلومات» و«مطورين البرمجيات».
يؤكد الخبراء أن هذا الاتجاه مرتبط بتحول الشركات الأوروبية نحو المزيد من الرقمنة، حيث يُنظر إلى هؤلاء المتخصصين كعناصر حيوية لضمان استمرارية الأعمال وكفاءتها في ظل التحديات التكنولوجية المتزايدة.
هل تقتصر الحاجة على التخصصات التقنية فقط؟
على الرغم من أن التخصصات التقنية هي الأكثر طلبًا، فإن هناك وظائف أخرى تحظى باهتمام كبير، مثل وظائف التسويق والمبيعات. حيث أظهرت البيانات أيضًا طلبًا مرتفعًا على «مديري التسويق» و«مندوبي المبيعات».
ويعزى هذا إلى أن سوق العمل ما يزال يحتاج إلى تنوع في التخصصات، مما يعكس تنامي دور قطاعات أخرى في الاقتصاد الأوروبي، مثل التجارة والخدمات المالية.
ما التوجهات المستقبلية في سوق العمل الأوروبي؟
يتوقع الخبراء أن يشهد سوق العمل الأوروبي تحولًا مستمرًا، حيث ستظل التخصصات التقنية في صدارة أولويات الشركات، مع تنامي الحاجة إلى مهارات متقدمة في مجالات البرمجيات والشبكات.
كما ستظل القطاعات الأخرى مثل التسويق والإدارة المالية تلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد الأوروبي، مما يتطلب مرونة في تدريب القوى العاملة لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة.
ويسلط التقرير الضوء على ضرورة تكامل المهارات التقنية مع المتطلبات المهنية الأخرى لمواكبة التطورات في مختلف الصناعات. وفي الوقت نفسه، يجب على أوروبا استثمار المزيد في التعليم والتدريب المهني لضمان توافر المهارات المطلوبة في المستقبل.
