تقنية

حفرة المليارات.. «الميتافرس» يستنزف أموال «ميتا»

أعلنت شركة «ميتا» أنها تجاوزت التوقعات في نتائجها المالية للربع الرابع والعام الكامل، رغم استمرارها في ضخ مليارات الدولارات في مشروعي الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز والافتراضي.

وبينما عززت الشركة طموحاتها في الذكاء الاصطناعي من نفقاتها الرأسمالية، فإن قسم «رياليتي لابز» ما يزال يسجل خسائر فادحة.

وبلغت خسائر التشغيل في قسم «رياليتي لابز»، في عام 2024، مستوى قياسيًا عند 17.7 مليار دولار، لترتفع إجمالي الخسائر في هذا القطاع إلى قرابة 70 مليار دولار خلال ست سنوات.

وتُعد «رياليتي لابز» الذراع المسؤولة عن تطوير تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في شركة «ميتا»، ويركز هذا القسم على تطوير الأجهزة والبرمجيات المرتبطة بعالم «الميتافيرس»، مثل نظارات «Quest» وأجهزة الواقع المختلط، بالإضافة إلى بناء بيئات افتراضية تفاعلية.

ورغم ضخامة الاستثمارات فيه، لم يحقق القسم سوى 2.1 مليار دولار من الإيرادات في العام نفسه، مما يكشف عن مدى بعده عن تحقيق الربحية، غير أن الشركة، التي حققت 87 مليار دولار كأرباح تشغيلية من تطبيقاتها المختلفة مثل «فيسبوك» و«إنستجرام»، ما تزال قادرة على تحمل هذه الخسائر، رغم إنفاقها على مشروعين مكلفين في آن واحد.

كيف تمول «ميتا» هذه الاستثمارات الضخمة؟

ومؤخرًا وصف مارك زوكربيرج عام 2025 بأنه سيكون نقطة فاصلة في تحديد مستقبل مشاريع الشركة بعيدة المدى. وقال في تصريحات صحفية، إنه «سيكون العام الذي نحدد فيه مسار نظارات الذكاء الاصطناعي كفئة جديدة. في تاريخ الإلكترونيات الاستهلاكية، حققت المنتجات الرائدة مبيعات تتراوح بين 5 إلى 10 ملايين وحدة في جيلها الثالث. وسيحدد هذا العام ما إذا كنا على طريق بيع مئات الملايين وصولًا إلى المليارات من نظارات الذكاء الاصطناعي، لتصبح منصة الحوسبة التالية، أم أننا أمام مسار طويل ومعقد».

وأوضح زوكربيرج أن التطورات في الذكاء الاصطناعي ستساعد في زيادة الإيرادات، وذلك عبر تحسين اقتراحات المحتوى وتعزيز كفاءة الإعلانات باستخدام نماذج متقدمة تحدد الإعلانات المناسبة لكل مستخدم بدقة أكبر.

إلى أين تتجه «ميتا» بعد كل هذه الاستثمارات؟

رغم الانتقادات التي تواجهها بسبب الإنفاق الكبير على تقنيات الواقع الافتراضي، فإن الشركة تراهن على أن الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة الجديدة ستشكل مستقبل الحوسبة الشخصية.

وبينما يظل نجاح هذه الرهانات غير محسوم، فإن القدرة المالية لـ«ميتا» تجعلها مستمرة في استراتيجيتها، حتى وإن استمرت الخسائر لبعض الوقت.