تعد المعادن الأرضية النادرة من الموارد الاستراتيجية التي تشكل العمود الفقري للعديد من الصناعات الحديثة، مثل الإلكترونيات، البطاريات، وتقنيات الطاقة المتجددة.
ومع زيادة الطلب على هذه المعادن، اتجهت الدول لتأمين احتياطياتها كجزء من استراتيجياتها الاقتصادية والسياسية.
الصين .. اللاعب الأكبر في سوق العناصر الأرضية النادرة
تتصدر الصين قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات معروفة من العناصر الأرضية النادرة.
ووفقًا لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تُقدر احتياطيات الصين بنحو 44 مليون طن، أي ما يعادل 40% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، كما تستحوذ الصين على النصيب الأكبر من الإنتاج العالمي، مما يمنحها تأثيرًا قويًا في السوق الدولية لهذه العناصر.
البرازيل وفيتنام .. منافسان صاعدان
تأتي كل من البرازيل وفيتنام في المرتبة الثانية والثالثة باحتياطيات تصل إلى 22 مليون طن لكل منهما.
وقد بدأت هاتان الدولتان الاستثمار بكثافة في استخراج العناصر الأرضية النادرة لتلبية الطلب المحلي والعالمي، مما يضعهما في مقدمة الدول المنافسة في هذا القطاع.
وتحتل أستراليا المرتبة الرابعة في العالم باحتياطيات تُقدر بـ 4.1 مليون طن، وتشتهر أستراليا بتقنياتها المستدامة في التعدين، حيث تركز على تقليل الأثر البيئي وتعزيز الابتكار في استخراج العناصر الأرضية النادرة.
الولايات المتحدة وجرينلاند: موارد غير مستغلة
تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الخامسة باحتياطيات تبلغ 1.8 مليون طن، تليها جرينلاند باحتياطيات تصل إلى 1.5 مليون طن.
وعلى الرغم من هذه الأرقام، فإن استغلال هذه الموارد يواجه تحديات كبيرة، ففي جرينلاند، توقف التعدين بسبب المخاوف البيئية والاعتراضات المحلية، بينما تركز الولايات المتحدة على تطوير تقنيات جديدة لاستخراج هذه العناصر بطريقة أكثر كفاءة.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أكد أنه يرغب في ضم غرينلاند – الإقليم المستقل التابع للدنمارك -، مستشهدا بمخاوف الأمن القومي باعتبارها السبب الرئيسي وراء هذه الدوافع التوسعية، حيث تقع غرينلاند في موقع استراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة، سواء من حيث الدفاع الصاروخي أو التجارة البحرية، والتي ستزداد أهميتها مع استمرار ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي الذي تفاقم بسبب تغير المناخ.
ويؤكد المراقبون أيضًا أن غرينلاند معروفة بوفرة العناصر الأرضية النادرة السلعة التي أصبحت مرغوبة للغاية، وبالتالي بضم غرينلاند ستمتلك الولايات المتحدة نحو ضعف ما تمتلكه الآن.
الرهان على المستقبل
مع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة، أصبحت العناصر الأرضية النادرة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ومع ذلك، تواجه الدول المنتجة تحديات بيئية وسياسية، مما يجعل تحقيق التوازن بين استغلال الموارد وحماية البيئة أمرًا ضروريًا لضمان استدامة هذه الصناعة الحيوية.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
ما هي المعادن المتضاربة التي تواجه بسببها آبل المزيد من الدعاوى القضائية؟