سياسة أحداث جارية

الولايات المتحدة تعيش حقبة تصحيحية بين رؤسائها

الولايات المتحدة تعيش حقبة تصحيحة بين رؤسائها

تعيش الولايات المتحدة حقبة من الفترات التصحيحية بين رؤسائها، إذ يتعمد كل رئيس أن يمحو ما قام به سلفه خلال الفترة الرئاسية السابقة، على غرار ما فعله ترامب بعد تنصيبه.

ومنذ اللحظات الأولى له كرئيس للبلاد، وقع ترامب عدة قرارات تنفيذية تلغي العديد من نظيرتها التي اتخذها الرئيس السابق جو بايدن وإدارته خلال السنوات الأربعة الماضية، وكان أبرزها وأكثرها إثارة للصدمة هو قرار العفو الجماعي عن المتهمين في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير عام 2021. ومن بين القرارات الأخرى التي حازت على انتقادات واسعة، هو توقيع قرار بإلغاء منح الجنسية بالولادة، في خطوة من شأنها معارضة الدستور الذي يمنح هذا الحق، ما أدى لرفع عدة دعاوى قضائية من المدعين العامين الديمقراطيين في البلاد.

كما اتخذ ترامب قرارات أخرى بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومعاهدة المناخ، وهي قرارات شبيهة بتلك التي اتخذها بايدن عندما تولى السلطة في 2020، إذ أمر بإلغاء سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة وتوسيع برامج التنوع والإدماج في الحكومة واتخاذ قرارات مخالفة لسياسة ترامب البيئية. واستهدف ترامب من خطوته الأخيرة إلى جعل فترة حكم بايدن لمدة 4 سنوات بمثابة مرحلة انتقالية بين فترتين رئاسيتين، لا يمكن البناء عليها. وهو ما يعكس سياسة أمريكية واضحة للرؤساء بأن ما يفعله الرئيس السابق يسعى الرئيس الحالي لإلغائه.

وفي السطور التالية نسلط الضوء على أبرز القرارات التي اتخذها ترامب أو ينوي اتخاذها خلال رئاسته:

إعادة تسمية جبل دينالي

وعد الرئيس دونالد ترامب بإعادة تسمية جبل دبنالي في ألاسكا، وهو أعلى قمة جبلية في أمريكا الشمالية، باسم “ويليام ماكينلي” تخليدًا لذكرى رئيس الولايات المتحدة رقم 27 والذي اُغتيل في بداية القرن العشرين. كان الجبل معروف باسم ماكينلي في الأساس، ولكن خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، تمت تسمية الجبل باسم “دينالي” بعد مقترح من سكان المنطقة.

اتفاق باريس للمناخ

شهد هذا الاتفاق سلسلة من الانضمام والمغادرة على مدار حكم 3 رؤساء، إذ  انضم أوباما إلى الاتفاقية في عام 2016، ثم انسحب ترامب منها في عام 2017، وعاد بايدن إليها في عام 2021. والآن ينسحب ترامب من المعاهدة مرة أخرى بدافع أن الولايات المتحدة ليست مضطرة لبذل المزيد من الجهد لتغيير المناخ في العالم. وهذه السلسة من التذبذب ليست حديثة، إذ إن إدارة الرئيس بيل كلينتون وافقت على الانضمام إلى بروتوكول كيوتو الدولي ــ الذي سبق اتفاق باريس ــ ولكن إدارة الرئيس جورج دبليو بوش انسحبت.

منظمة الصحة العالمية

في عام 1948، انضم الرئيس هاري ترومان إلى منظمة الصحة العالمية، بهدف ردع الأمراض وتحرير الشعوب من الرعب الذي يعيشون فيه بسببها، وفق قوله آنذاك. وخلال فترة ولاية ترامب الأولى في 2020، وهي الفترة التي تزامنت مع جائحة كوفيد، وجه انتقادات عديدة للمنظمة على اعتبار أن الولايات المتحدة تساهم بمبالغ كبيرة مقارنة بالصين.

وبانتخاب بايدن لرئاسة البلاد اتخذ قرارًا بالعودة إلى الاتفاقية مرة أخرى في 2021. ولكن ترامب لم يستسلم لتلك القرارات، وبمجرد تنصيبه في 20 يناير 2025، كان قرار الانسحاب ضمن الأوامر التنفيذية الأولى التي وقعها.

تصنيف العاملين الفيدراليين

في عام 2020، أصدر ترامب ما يُعرف باسم “الجدول F” وهو مرسوم يستهف تصنيف بعض العاملين الفيدراليين ضمن فئة لا تستحق الضمانات الوظيفية عند فصلها، وذلك بعد شكوك في مؤامرات تُحاك ضده في الدولة العميقة. وبتولي بايدن الحكم في 2021، أوقف العمل بالمرسوم، وأعاد الحماية للموظفين الفيدراليين بقرار جديد. وكالمتوقع يسعى ترامب لإعادة تفعيل “الجدول F” مرة أخرى في ولايته الجديدة، بغرض تشكيل قوى عاملة فيدرالية أكثر ولاءً له.

اقرأ أيضًا: إنفوجرافيك| هل يمكن إلغاء أوامر ترامب التنفيذية؟.. القوانين الأمريكية تجيب