تسلط تصريحات لاعب اتحاد جدة السابق، محمود عبدالمنعم، الشهير بكهربا، الضوء على أهمية الصحة النفسية للرياضيين، في ظل أن البعض منهم قد يعمدون إلى إيذاء أنفسهم نتيجة للضغوط الواقعة عليهم، خاصة في الرياضات الجماهيرية مثل كرة القدم.
تصريحات محمود كهربا
قال لاعب النادي الأهلي المصري الحالي، محمود كهربا، إنه شعر برغبة في الانتحار عقب مباراة باتشوكا في بطولة كأس إنتركونتينينتال، التي أهدر خلالها ركلة ترجيح حاسمة.
وحكى “كهربا” خلال استضافته ببرنامج “الكورة مع فايق” على قناة” إم بي سي مصر 2″: “بعد مباراة باتشوكا أخذ إمام عاشور هاتفي وأزال جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي، وفي تلك الليلة تناولت 3 أقراص منومة من دون علم الطبيب وتحدثت مع أمي وأبي فقط ونمت، تمنيت ألا أستيقظ مجددًا”.
كادت أزمة محمود كهربا أن تتسبب في إقدامه على الانتحار، حيث أضاف اللاعب: “في ذلك اليوم كان من الممكن أن أنتحر، فتحت الهاتف في الصباح ووجدت آلاف الرسائل تحمل السباب لي ولأمي، ومنذ ذلك الوقت أزلت تطبيقات التواصل الاجتماعي نهائيًا”.
مآلات تدهور الصحة النفسية للرياضيين
يعاني العديد من الأشخاص من حالة صحية نفسية في مرحلة ما من حياتهم، ولكن الرياضيين أكثر عرضة للإصابة بها.
وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن حوالي 35% من نخبة الرياضيين لديهم مخاوف تتعلق بالصحة النفسية، وشملت أهم المشكلات التي أبلغ عنها الرياضيون مشاعر الإرهاق والاكتئاب والقلق.
ويعزى ذلك إلى أن معظم الرياضيين يؤدون تحت ضغط شديد؛ لأنهم غالبًا ما يتطلعون إلى تلبية التوقعات غير الواقعية من المدربين والمشجعين وزملائهم في الفريق وحتى أنفسهم، كما أن السعي الدائم لتحقيق الكمال يمكن أن يؤثر سلبًا على رفاهيتهم.
وبالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يواجه الرياضيون تحديات الموازنة بين المسؤوليات الشخصية والوفاء بالتزاماتهم الرياضية.
وتنفي الأبحاث الحديثة مفهوم كون الرياضيين محصنين ضد الاكتئاب، والذي جاء من فكرة أن التمارين الرياضية تجعل ممارسها يشعر بالسعادة وتطلق الاندورفين المعزز للمزاج.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن الرياضيين من المرجح أن يعانون من الاكتئاب مثل أولئك الذين لا يمارسون الرياضة.
على سبيل المثال، يواجه الرياضيون عوامل الخطر التي تشمل الإصابة، والإفراط في التدريب، والتقاعد بشكل غير طوعي.
وتشمل علامات الاكتئاب التي يجب الانتباه إليها لدى الرياضيين زيادة التهيج، وفقدان الدافع، والعزلة الاجتماعية، وتغير نمط الأكل، وأنماط النوم غير المنتظمة.
وتعاني نسبة كبيرة من الرياضيات اضطراب القلق العام، حيث تنتاب المريض مشاعر العجز، ويعاني زيادة معدل ضربات القلب، والرجفة، وضيق التنفس.
ووفقًا للأطباء النفسيين، يمكن أن تؤدي هاتين الحالتين إلى إنهاء الحياة إذا تفاقمتا لدى الرياضي دون تدخل علاجي.
كما يواجه الرياضي خطر إنهاء الحياة بشكل غير طوعي، عبر إساءة استخدام العقاقير.
ويستخدم بعض اللاعبين عقاقير المنشطات لتعزيز السرعة والقوة والحصول على ميزة داخل الملعب.
تحاول وكالات مكافحة المنشطات الحد من تعاطي المواد غير المشروعة، ومع ذلك، يفلت بعض اللاعبين.
كما يمثل سوء استخدام مسكنات الألم عامل خطر آخر، وهي التي يلجأ إليها اللاعبون للتحكم في أعراض الإصابات والعودة للملاعب سريعًا.