في محاولة لاستغلال آخر ساعاته كرئيس للولايات المتحدة، أصدر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، اليوم الإثنين، عفوًا استباقيًا بحق أعضاء اللجنة التي حققت في هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول في أعقاب الانتخابات الأمريكية التي خسر فيها ترامب في 2021، إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق مارك ميلي، والدكتور أنتوني فاوتشي.
وجاءت خطوة العفو الرئاسي التي شملت أيضًا ضباط شرطة الكابيتول وواشنطن العاصمة الذين شهدوا أمام لجنة التحقيق، في ظل التخوف من انتقام محتمل لإدارة ترامب بعد التهديدات التي أصدرها مسبقًا بحقهم.
أبرز الأسماء في قائمة عفو بايدن
شمل أعضاء اللجنة السيناتور آدم شيف، ديمقراطي من كاليفورنيا، الذي كان آنذاك عضوًا في مجلس النواب؛ والنواب السابقون ليز تشيني، جمهورية من وايومنغ، وآدم كينزينجر، جمهوري من إلينوي، وإيلين لوريا، ديمقراطية من فرجينيا، وستيفاني مورفي، ديمقراطية من فلوريدا؛ والنواب الحاليون بيت أغيلار، ديمقراطي من كاليفورنيا، وزوي لوفغرين، ديمقراطية من كاليفورنيا، وجيمي راسكين، ديمقراطي من ماريلاند، وبيني طومسون، ديمقراطي من ميسيسيبي. كما تتضمن قائمة ضباط الشرطة الذين أدلوا بشهاداتهم أمام اللجنة هاري دان، وأكويلينو جونيل، ومايكل فانوني، ودانييل هودجز.
وعلق الرئيس المنتخب دونالد ترامب والذي يستعد للانتقال إلى البيت الأبيض، اليوم الإثنين، إن تصرف بايدن “مخز” وأن الكثير من هؤلاء الصادر بحقهم العفو الرئاسي متهمون بارتكاب جرائم كبرى، بحسب شبكة إن بي سي نيوز. ولكن بايدن يقول إن هؤلاء الأشخاص تعرضوا للتهديد من قبل بالملاحقة الجنائية، ولذلك لا يمكنه أن يقف دون أن يفعل شيئًا، مؤكدًا أنهم موظفين عموميين خدموا الأمة بشرف وإخلاص.
وأشار بايدن إلى ميلي الذي خدم الولايات المتحدة لما يزيد عن 40 عامًا، كما أنه قاد القوات المسلحة عبر التهديدات الأمنية العالمية المعقدة وعزز التحالفات الأمريكية الحالية أثناء صياغة تحالفات جديدة. أما فاوتشي فساهم في إنقاذ الكثير من الأرواح من خلال تعزيز الاستجابات لفيروسات نقص المناعة البشرية الإيدز وفيروسي إيبولا وزيكا إلى جانب جائحة كوفيد. وانتقد بايدن الهجمات التي تعرض لها أعضاء لجنة 6 يناير على الرغم من أنه لم يُشر صراحة إلى ترامب، فيما هدد الرئيس المنتخب خلال حملته الانتخابية بمعاقبة أعضاء اللجنة. قائلًا إنه بدلًا من قبول المساءلة، قام منفذو هجمات الكابيتول بتهديد وترويع القائمين على لجنة التحقيق وتهديدهم بالملاحقة الجنائية.
وأشار بايدن إلى أن التحقيق مع أعضاء اللجنة والأشخاص المستهدفين تضر بهم وبعائلاتهم، حتى وإن خلصت في النهاية لتبرئتهم، إلا ن التحقيق معهم يمكن أن يلحق الضرر بسمعتهم. وقال الرئيس إن العفو لا ينبغي أن يُفسر على أنه اعتراف بأن هؤلاء الأشخاص شاركوا في مخالفات. وشكر المستفيدون بايدن على هذا الإجراء. وفي بيان، قال ميلي إنه وعائلته “ممتنون بشدة للإجراء الذي اتخذه الرئيس اليوم”.
ردود الفعل على قرار بايدن
قال ميلي الذي خدم في البلاد لمدة 43 عامًا، إنه لم يكن ليرغب في أن تكون فترة خدمته الأخيرة في البلاد عبارة عن حروب ومواجهات مع شخاص يسعون للانتقام. فيما قال فاوتشي إنه إنه يقدر إجراء بايدن بحقهم إذ إنهم كانوا عُرضة للتحقيق والملاحقة القضائية. وقال فاوتشي “لا يوجد أي أساس على الإطلاق لهذه التهديدات. لم أرتكب أي جريمة ولا توجد أي أسباب محتملة لأي ادعاء أو تهديد بالتحقيق الجنائي أو مقاضاتي. لكن الحقيقة هي أن مجرد صياغة هذه التهديدات التي لا أساس لها، واحتمالية تنفيذها، يخلقان ضائقة لا يمكن قياسها ولا تطاق بالنسبة لي ولأسرتي”.
على الجانب الآخر، انتقد السيناتور راند بول، الجمهوري من كنتاكي ورئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس الشيوخ، قرار بايدن وخصوصًا بشأن فاوتشي، إذ كانت على خلاف معه بشأن استجابته للوباء. لافتًا إلى أن عفو بايدن عن فاوتشي يؤكد أنه المسؤول الوحيد عن الجائحة، مؤكدًا أنه لن يهدأ حتى يتم الكشف عن الحقيقة الكاملة.
اقرأ أيضًا: إنفوجرافيك| جدول جو بايدن في يومه الأخير كرئيس لأمريكا