تقنية

هل الذكاء الاصطناعي مفتاح لخلق الوظائف؟

الذكاء الاصطناعي

أظهر استطلاع رأي عالمي تفاوتًا ملحوظًا بين دول العالم بشأن التفاؤل حيال قدرة الذكاء الاصطناعي على خلق وظائف جديدة.

وبينما بلغت نسبة المتفائلين في الصين 77%، تراجعت هذه النسبة إلى 24% فقط في المجر، ما يبرز انقسامًا عالميًا تجاه هذا التحول التكنولوجي الكبير.

ويشير التقرير، الذي أجرته شركة «إبسوس» لاستطلاعات الرأي، إلى تصاعد النقاشات العالمية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، مع تزايد المخاوف من أن يؤدي إلى إحلال الآلات محل البشر في بعض المهن، غير أن البعض يرى فيه فرصة لإطلاق موجة من الابتكارات التي يمكن أن تخلق فرص عمل جديدة.

ويمثل هذا الاختلاف في الرؤى تحديًا كبيرًا لصانعي السياسات وقادة الأعمال الذين يسعون لتحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وتجنب تداعياتها السلبية.

من الأكثر تفاؤلًا ولماذا؟

استند التقرير إلى استطلاع شمل 23721 شخصًا من 33 دولة، أجرته «إبسوس» بين 25 أكتوبر و8 نوفمبر 2024. وركزت الأسئلة على مدى اعتقاد المشاركين بأن الذكاء الاصطناعي سيسهم في خلق وظائف جديدة داخل بلدانهم.

وأظهرت النتائج أن الصينيين كانوا الأكثر تفاؤلًا، حيث أعرب 77% منهم عن اعتقادهم بأن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة.

ويعزى ذلك إلى الدعم الحكومي الكبير لقطاع الذكاء الاصطناعي في الصين، بالإضافة إلى ريادتها في مجال الأبحاث الأكاديمية.

وتشير التقارير إلى أن الصين تقود العالم في تطوير الذكاء الاصطناعي على الرغم من أن الولايات المتحدة تتصدر في تحويل هذه الأبحاث إلى منتجات عملية.

بينما تأتي إندونيسيا وتايلاند في المرتبتين الثانية والثالثة بنسبة 74% و71% على التوالي، مما يعكس التفاؤل المتزايد في آسيا تجاه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاقتصاد المحلي

لماذا يتراجع التفاؤل في أوروبا؟

على النقيض، برزت أوروبا كأقل القارات تفاؤلًا، حيث أظهر الاستطلاع أن 24% فقط من المجريين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة، بينما بلغت النسبة 29% فقط في كل من بولندا وألمانيا.

ويعكس هذا التوجه القلق الأوروبي من أن يؤدي التوسع في استخدام التكنولوجيا إلى خسارة وظائف، خاصة في القطاعات التقليدية التي تعتمد على الأيدي العاملة.

ويشير التفاوت في هذه الآراء إلى اختلاف الظروف الاقتصادية ومستوى الاستثمار في التكنولوجيا بين الدول. ففي الدول الآسيوية التي تشهد نموًا اقتصاديًا سريعًا، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كفرصة لتعزيز الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة. أما في أوروبا، فتسود مخاوف من أن يؤدي هذا التقدم إلى إقصاء العمالة البشرية.

الذكاء الاصطناعي