أحداث جارية اقتصاد

كيف تؤثر العقوبات الأمريكية الجديدة على النفط الروسي؟

كيف تؤثر العقوبات الأمريكية الجديدة على النفط الروسي؟

أقرت إدارة الرئيس بايدن، اليوم الجمعة، حزمة جديدة من العقوبات على النفط الروسي توصف بأنها الأشد حتى الآن، في محاولة لمنح إدارة ترامب وكييف المزيد من التفوق عند التفاوض من أجل اتفاق للسلام في أوكرانيا.

وتسعى الولايات المتحدة من وراء هذه الخطوة إلى خفض عائدات روسيا لعرقلة استمرارها في الحرب على أوكرانيا التي أدت منذ اندلاعها في فبراير 2022 إلى مقتل ما يزيد عن 12300 مدني, وتدمير عشرات المدن الأوكرانية.

وعلق الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على الحزمة الجديدة من العقوبات الأمريكية قائلًا عبر منشور على منصة X إنها ستمثل ضربة قوية لموسكو، مؤكدًا أن تراجع العائدات التي تجنيها روسيا من النفط سيضعها في موقف ترضخ فيه للسلام في أقرب وقت. وقال داليب سينغ، المستشار الاقتصادي والأمني ​​الأعلى للبيت الأبيض، في بيان إن هذه الإجراءات هي “العقوبات الأكثر أهمية حتى الآن على قطاع الطاقة في روسيا، وهو المصدر الأكبر للإيرادات لحرب الرئيس فلاديمير بوتن”.

الجهات المتأثرة بالعقوبات الأمريكية على النفط الروسي

تشمل العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على روسيا شركتين رائدتين في مجال النفط الروسي وهما شركة غازبروم نفط (SIBN.MM)، إلى جانب  شركة سورجوت نفط غاز، التي تستكشف النفط وتنتجه وتبيعه، إلى جانب 183 سفينة شحنت النفط الروسي، والتي يقع أغلبها فيما يسمى أسطول الظل من الناقلات القديمة التي تديرها شركات غير غربية. وتشمل العقوبات أيضا شبكات تتاجر في النفط.

وتم استخدام الكثير من ناقلات النفط الروسية لنقل النفط إلى الهند والصين، وهي الدول التي تحولت إليها تجارة النفط الروسية بدلًا من أوروبا في أعقاب تحديد الأسعار التي فرضتها مجموعة دول السبع في عام 2022. وتشمل العقوبات أيضًا إلغاء وزارة الخزانة الأمريكية حكمًا كان يعفي الوساطة في مدفوعات الطاقة من العقوبات المفروضة على البنوك الروسية.

وتستهدف العقوبات الأمريكية كذلك مشروعات الغاز الطبيعي المسال الروسية، ومسؤولي الطاقة الروس، ومقدمي الخدمات التي تدعم صناعة الطاقة في البلاد. كما تحد من بعض الاستثناءات التي كانت قائمة للسماح للبنوك بمواصلة تسهيل معاملات الطاقة الروسية.

تداعيات العقوبات الأمريكية على روسيا

من المتوقع أن تُسفر العقوبات الأمريكية على النفط الروسي عن تكاليف تصل قيمتها لمليارات الدولارات شهريًا، بحسب تصريحات مسؤول أمريكي للصحافيين. موضحًا أن العقوبات تطال جميع الخطوات في سلسلة الإنتاج والتوزيع بما يضمن عدم الإفلات منها، وإذا حدث ذلك ستكون تكلفته كبيرة.

وتمنح تلك العقوبات مهلة للكيانات التي تخضع لها حتى 12 مارس المقبل لإتمام معاملاتها المتعلقة بالطاقة، ولكن مصادر في تجارة النفط الروسية والتكرير الهندية قالت إن صادرات النفط الروسية إلى الهند والصين من المرجح أن تتأثر بقوة. ويمكن أن تؤدي العقوبات الأمريكية إلى منع وصول بعض الأشخاص والشركات إلى النظام المالي الغربي.

كانت إدارة بايدن تخشى من تطبيق خطوة مماثلة من قبل في ظل ارتفاع التضخم وعدم الاستقرار السياسي قلبيا انتخابات الرئاسة الأمريكية وهو ما كان يحتمل أن يُحدث اضطرابًا في أسواق النفط العالمية، ولكن بعد السيطرة على التضخم وانتهاء الانتخابات اتبع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته استراتيجية أكثر عدوانية تجاه روسيا.

وتأتي العقوبات في إطار جهود أوسع تقوم بها الإدارة الأمريكية لبادين، إذ كان أقر قبل أسبوعين حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 64 مليار دولار والتي تشمل 500 مليون تم دفعها خلال الأسبوع الجاري لصواريخ لصواريخ الدفاع الجوي ومعدات الدعم للطائرات المقاتلة. كما فرضت الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي عقوبات على بنك جازبروم، وهو أكبر قناة روسية إلى قطاع الطاقة العالمي، وفي وقت سابق من العام الماضي على عشرات الناقلات التي تحمل النفط الروسي.

اقرأ أيضًا: النفط الروسي يغير بوصلة التجارة العالمية في ظل حرب أوكرانيا