سياسة

ترامب يلوح باستخدام القوة للاستحواذ على قناة بنما وجرينلاند

رفض الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» استبعاد اللجوء إلى القوة العسكرية أو الاقتصادية لتحقيق السيطرة على قناة «بنما» التي كانت واقعة تحت السيطرة الأمريكية حتى عام 1999، وجزيرة «جرينلاند» التي تعد موقعًا استراتيجيًا عسكريًا بالنسبة للولايات المتحدة.

ووصف «ترامب»، القناة والجزر بأنها ذات أهمية بالغة لـ«الأمن الاقتصادي» الأمريكي، مشددًا على ضرورة امتلاك الولايات المتحدة الموارد التي تدعم نفوذها الاقتصاد، وقال خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بمنتجعه «مارالاجو» في فلوريدا، إن القناة، التي كانت تحت السيطرة الأمريكية حتى عام 1999، وجزيرة جرينلاند، الواقعة تحت حكم ذاتي ضمن المملكة الدنماركية، «أصول استراتيجية».

رغم أن جرينلاند ليست للبيع، وفق تأكيدات رئيسة الوزراء الدنماركية «ميت فريدريكسن»، هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية على الدنمارك في حال رفضها التعاون. كما انتقد الحدود الحالية بين الولايات المتحدة وكندا، واصفًا إياها بأنها «خط مرسوم بشكل مصطنع».

ما ردود أفعال حلفاء ترامب على تصريحاته؟

وأثار تصريحات ترامب، الذي يتسلم السلطة في 20 يناير الجاري، انتقادات واسعة من حلفاء الولايات المتحدة وشركائها الدوليين، حيث ردت وزيرة الخارجية الكندية «ميلاني جولي» عبر منصة «إكس» مؤكدة أن تصريحات ترامب «تظهر جهلًا بما يجعل كندا قوية». وأضافت: «اقتصادنا قوي، وشعبنا قوي، ولن نتراجع أمام التهديدات».

وفي بنما، قال وزير الخارجية «خافيير مارتينيز-أتشا» إن القناة ستظل تحت سيطرة بلاده، مشددًا: «الأيدي التي تتحكم في القناة ستبقى بنمية».

من جانبه، شبّه السفير الأمريكي السابق «دانيال فريد» هذه الرؤية التوسعية بـ«الإمبريالية في القرن التاسع عشر»، محذرًا من أن مثل هذه الخطوات قد تدمر حلف «الناتو» وتشوه صورة الولايات المتحدة عالميًا.

وفي سياق متصل أعاد «ترامب» إثارة قضية تغيير أسماء المعالم الجغرافية، مقترحًا إعادة تسمية خليج المكسيك بـ«خليج أمريكا»، في خطوة ذكّرت بمحاولاته السابقة لتغيير اسم جبل «دينالي» إلى «ماكينلي». وعلّق وزير الاقتصاد المكسيكي «مارسيلو إبرارد» ساخرًا: «بعد 30 عامًا، سيظل الخليج يُسمى خليج المكسيك».

ويُعرف ترامب بأسلوبه المليء بالتصريحات المثيرة، التي تفتح الباب أمام أسئلة متعددة حول مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية.

 ما مصير العلاقات الأمريكية مع «الناتو»؟

وشهد المؤتمر الذي استمر ساعة كاملة وأقيم في قاعة فخمة داخل منتجع «مارالاجو»، مواصلة «ترامب» الضغط على حلفاء «الناتو»، داعيًا إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ضعف النسبة المستهدفة حاليًا. وبرر ذلك بقوله: «يمكنهم تحمله، وعليهم تحقيق ذلك».

ويتزامن المؤتمر الصحفي مع رفض محكمة الاستئناف في نيويورك طلب «ترامب» وقف إجراءات محاكمته بتهم تزوير سجلات مالية. وفي الوقت نفسه، أصدر قاضٍ أمريكي أمرًا مؤقتًا بوقف نشر تقرير حول مزاعم سوء تعامل ترامب مع وثائق سرية.

ووفقًا لإحصاءات «الناتو»، فإن الولايات المتحدة تنفق 3.38% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهي نسبة أقل من الهدف الذي حدده ترامب، بينما تعد بولندا وإستونيا من الدول القليلة التي اقتربت من تحقيق أعلى نسب الإنفاق.

كيف سيتعامل ترامب مع حماس؟

وفي ملف الشرق الأوسط، جدّد «ترامب» تهديداته ضد حركة «حماس»، مطالبًا بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023. وقال إن «عواقب وخيمة» تنتظر الحركة في حال عدم الاستجابة قبل تسلمه منصبه.

من جانبه قال المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط «ستيف ويتكوف»، «إنه يأمل أن تكون هناك أخبار إيجابية بشأن المفاوضات بين إسرائيل وحماس قبل تنصيب «ترامب» رئيسًا».