يستعد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، لتقديم استقالته خلال الأشهر المقبلة بعد 9 سنوات من توليه منصبه فور اختيار زعيم جديد للحزب الحاكم. وقال ترودو، اليوم الإثنين، إن الاستقالة تأتي استجابة لضغط المشرعين الذين وجدوا في استطلاعات الرأي انعكاسًا واضحًا لأداء حزبه الليبرالي قبيل الانتخابات، مؤكدًا خلال مؤتمر صحافي أنه سيستمر في منصبه لحين اختيار بديل له في الأشهر المقبلة.
وأشار ترودو إلى أنه لن يكون الخيار الأفضل في الانتخابات المقبلة، وأن كندا تستحق خيارًا حقيقيًا لمنصب رئيس الوزراء في الانتخابات المرتقبة. كما أعلن أنه سيتم تأجيل أعمال البرلمان أو تعليقها حتى 24 مارس، وهذا يعني أن الانتخابات لن تُجرى قبل مايو المقبل ولذلك فإن ترودو سيظل في منصبه وسيتعامل مع أزمات حقيقية مثل التعريفات الجمركية المتوقعة بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير الجاري.
وتكشف استطلاعات الرأي أن شعبية الليبراليين في تراجع واضح وسط تزايد أسعار السلع وانخفاض عدد المساكن ذات الأسعار المناسبة، وهو ما يرجح كفة المحافظين أيًا كان زعيم الحزب بالنسبة للناخبين الذين قرروا الانصراف عن الليبراليين. وفي الأسابيع الأخيرة، دعا المشرعون الليبراليون غير السعداء ترودو علانية إلى الاستقالة بعد استقالة وزير ماليته واتهموه بـ “الحيل السياسية” لاستعادة الناخبين.
من هو جاستن ترودو؟
يُعد ترودو – 53 عامًا – من أبرز الزعماء التقدميين في العالم، وهو رئيس الوزراء الثالث والعشرين لكندا. ولد ترودو في 25 ديسمبر 1971، وتخرج في جامعة جامعة ماكجيل بدرجة البكالوريوس في الآداب عام 1994. ثم تابع في برنامج التعليم في جامعة كولومبيا البريطانية، وامتهن التدريس لعدة سنوات في فانكوفر.
كانت بداية ترودو في عالم السياسية في عام 2007، عندما دشن حملة شعبية للفوز بترشيح الحزب الليبرالي في دائرة بابينو في مونتريال. وبالفعل تم انتخابه في عام 2008، ثم أعيد انتخابه في أعوام 2011 و2015 و2019 و2021. وفي عام 2013، تم انتخاب جاستن زعيمًا للحزب الليبرالي، وكان محور حملته الانتخابية هو بناء حركة وطنية جديدة حقيقية للكنديين التقدميين. كما كانت تستهدف استقطاب مئات الآلاف من الكنديين إلى السياسة وخصوصًا هؤلاء الذين لم يسبق لهم المشاركة.
وبفضل قيادة جاستن، أكدت الخطة الليبرالية على الفرص الاقتصادية العادلة للجميع، واحترام وتعزيز الحرية والتنوع، وحكومة أكثر ديمقراطية تمثل الكنديين حقًا. وترودو واحد من أطول رؤساء الوزراء استمرارًا في المنصب في كندا.
سحب الثقة من حكومة ترودو
كان من المقرر في الأصل أن يستأنف البرلمان جلساته في 27 يناير، وتعهدت أحزاب المعارضة بإسقاط حكومة الأقلية التي يرأسها ترودو في أقرب وقت ممكن. ولكن في ظل عودة البرلمان في 24 مارس فإن أقرب موعد يمكن أن تقدم فيه المعارضة اقتراحا بسحب الثقة سيكون في وقت ما في مايو.
وطلب ترودو من حزبه البدء في وضع اختيارات للمرشحين المستقبليين لتولي منصب رئيس الوزراء وقيادة الحزب خلال الانتخابات المقبلة. وربما تمنح المهلة حتى الانتخابات المقبلة في مايو الفرصة للحزب الليبرالي للقيام بتلك الخطوة دون عراقيل. وعلى الرغم من أن ترودو حاول صد العديد من الدعوات التي تطالب باستقالته، إلا أن خطوة خفض رتبة وزيرة المالية كريستيا فريلاند، إحدى أقرب حلفائه في الحكومة، بعد أن رفضت مقترحاته بزيادة الإنفاق كانت بمثابة الشرارة التي أدت لزيادة الدعوات لتنحيه.
اقرأ أيضًا: أزمة تهدد جاستن ترودو بفقدان منصب رئيس وزراء كندا