اعتمدت الولايات المتحدة رسميًا “النسر الأصلع” شعارًا لها، بعد سنوات من النزاع، إذ وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون عشية عيد الميلاد لتكريم هذا الطائر الجارح، بعد إقراره من قِبل الكونغرس الأسبوع الماضي.
ويُعد النسر الأصلع الطائر الوطني للولايات المتحدة منذ عام 1782، إذ تم إضافته بجناحيه البارزين إلى ختم الولايات المتحدة، والذي يُستخدم في جميع الوثائق الحكومية والرسمية داخل البلاد، ليكون الطائر الأكثر تصويرًا في أمريكا. كما ظهر النسر برأسه الأبيض ومنقاره الأصفر على علم الرئيس ومجلس النواب والشارات العسكرية، إلى جانب مليارات الدولارات من فئة الدولار الواحد.
وبحسب ما قاله الرئيس المشارك لمبادرة الطيور الوطنية التابعة للمركز الوطني للنسور، جاك ديفيس، فإن النسر الأصلع عُرف بالطائر الوطني للبلاد منذ نحو 250 عامًا، ولكنه لم يكن بشكل رسمي. مضيفًا أن الآن أصبح الأمر أكثر جدية وأنه لا يوجد طائر أكثر استحقاقًا لهذا اللقب.
النزاع حول النسر الأصلع
ظهر النسر الأصلع لأول مرة كرمز أمريكي على سنت نحاسي من ماساتشوستس تم سكه في عام 1776. ومنذ ذلك الحين ظهر على الجانب الخلفي للعديد من العملات الأمريكية، ولا سيما الدولار الفضي ونصف الدولار والربع، بالإضافة إلى العملات الذهبية التي أطلق عليها اسم النسر ونصف النسر وربع النسر والنسر المزدوج. وعلى مدار سنوات، تنازع أعضاء الكونغرس الأمريكي حول اختيار طبيعة الشعار الذي لا بد أن يكون عليه النسر الأصلع. ولم يتم اختيار النسر الأصلع لتمثيل الأمة الجديدة إلا في عام 1789.
ويُعد الأب المؤسس للولايات المتحدة، بنجامين فرانكلين، من أحد أبرز المعارضين لمكانة النسر الأصلع. إذ وصف النسر لصديق له في رسالة كتبها بأنه طائر صاحب شخصية أخلاقية سيئة، مثل الأشخاص الذين يعيشون على شحذ السكاكين والسرقة، معتبرًا أن الديك الرومي هو مثال أكثر احترامًا منه. ولكن بعض نواب الكونغرس كانوا مختلفين مع فرانكلين، وكانوا يعتبرون النسر الأصلع مثالًا للشجاعة والقوة والحرية والخلود، على غرار باقي أنواع النسور، ولكن ما يميزه هو أنه ينتمي إلى فصيلة النسور الأصلية في أميركا الشمالية فقط.
مكانة النسور في المجتمع الأمريكي
على مدار التاريخ، كان للنسور أهمية كبرى داخل الولايات المتحدة، فكان النسر “أولد آبي”، التميمة الخاصة بأحد أفواج المشاة التطوعية في ولاية ويسكونسن أثناء الحرب الأهلية، هدفًا دائمًا لبنادق العدو، ولكنه نجا من 42 معركة دون أن يصاب بأذى نسبيًا.
وهذه الأهمية للنسور دفعت لسن قانون في عام 1940، يحظر بيع أو صيد هذا الكائن، وذلك بعد انخفاض أعدادها بشكل كبير خلال الفترة الخيرة بفعل القتل أو الصيد من قِبل المزارعين عندما اقتربت من حظائر الدواجن أو أماكن الصيد الخاصة بهم. كما اصطادها حراس الطرائد للصيد بالصقور؛ وقتلت المبيدات الحشرية العديد منها. ويمكن العثور على معظم النسر الأصلع الآن في المناطق الشمالية من أمريكا الشمالية ومحميات التكاثر في فلوريدا.
ويصف الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي بأنه خيار ملائم للتعبير عن الأمة، إذ إنه يتمتع بالجمال الشرس والاستقلال ما يرمز إلى قوة أمريكا وحريتها.
اقرأ أيضًا: هل يصبح إيلون ماسك رئيسًا لأمريكا؟