تترقب أوروبا عودة ترامب للحكم مرة أخرى في 20 يناير المقبل، لاستشعار التأثير الذي يمكن أن يعود على أوكرانيا في الحرب والقرارات المتعلقة باستمرار الدعم الأمريكي.
وعقد الأوروبيون قمة جديدة مؤخرًا لتُضاف إلى سلسلة القمم التي عقدها الاتحاد الأوروبي في عام واحد.
واجتمع الأوروبيون في محاولة لبلورة استراتيجية أوروبية لحث ترامب على عدم التخلي عن أوكرانيا، وحشد الدعم لكييف وضمان تدفقه حال نفّذ ترامب وعوده.
ولكن في الوقت الحالي، فإن عودة ترامب وسياساته المتوقعة ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه أوروبا، خصوصًا في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها أكبر قوتين وهما ألمانيا التي انهارت حكومتها، وفرنسا التي تعيش مشهد سياسي متعثر.
كان بوتين تحدث خلال مؤتمر تقليدي في وقت سابق بثقة غير معتادة عن قدرته على مواصلة الحرب، ولكنه في نفس الوقت أبدى استعدادًا للعودة إلى المحادثات مع كييف، ولكنه شكك في موقف ترامب بتمرير السلام مستشهدًا بمشاكله الشخصية مع رؤساء أمريكا السابقين.
قدرة أوكرانيا على الصمود بدون الدعم الأمريكي
يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الأوروبية، حسين الوائلي، إن كييف غير قادرة على الصمود بالدعم الأوروبي وحده دون الدعم الأمريكي.
وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، أن الصراع في الأساس هو صراع أمريكي روسي ولكنه أخذ شكل من خلال الغطاء الجيوسياسي الأوروبي، وهو ما يجعل من الصعب تعريفه بأنه صراع أوكراني– روسي.
وأشار إلى أنه منذ بداية الصراع كان هناك مطلب روسي واحد وهو الحصول على ضمانات والتي تم طلبها في جينيف عام 2021، ثم بدأ الصراع في فبراير 2022.
وتابع الوائلي: “الآن المخاض العسير، والكل يتحدث عن الإدارة الجديدة لترامب والذي قال إنه خلال 24 ساعة من تسلم مفاتيح البيت الأبيض سيوقف الحرب، وهو ما يدفع الأوروبيون والأوكرانيون إلى اتخاذ موقف واحد”.
شهر حتى عودة ترمب إلى البيت الأبيض.. هل أوكرانيا قادرة على الصمود دون الدعم الأميركي؟
الصحفي المتخصص في الشؤون الأوروبية حسين الوائلي يجيب لـ #هنا_الرياض pic.twitter.com/BNekPLs2Zg
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 21, 2024
ضمانات أوروبية
يقول الوائلي إن أوروبا تشهد تغيرات جيوسياسية على الجغرافيا الأوروبية، أوروبا تعتقد بأنه عندما أخذت روسيا إقليم دونتسيك والإقليم الشرقي فإن ذلك يمهد الطريق لزحف روسي في المستقبل.
وأضاف: “نتحدث هنا عن مخاوف بعدم وجود ضمانات، ولذلك فأوروبا تأخذ بزمام هذا الأمر حاليًا وليس روسيا وهذا هو المتغير أو التناقض الجديد في الصراع، إذ إن أوروبا تطالب بضمانات أمنية وجيوسياسية لها”.
ولكن الوائلي يتوقع أن تتم المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة وربما دون مشاركة من الجانب الأوروبي، ولكنهم سيطلعون بالطبع على مجموعة من البنود، بحسب قوله.
الصحفي المتخصص في الشؤون الأوروبية حسين الوائلي:
قبل حرب أوكرانيا كانت روسيا تطالب بضمانات ولكن الأمر انقلب الآن وأصبحت أوروبا هي التي تطلب الضمانات الأمنية للدخول في مفاوضات سلام pic.twitter.com/vjppe1E4he
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 21, 2024