أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعدادًا للتوصل إلى تسوية بشأن حرب أوكرانيا، وبدء محادثات مع الرئيس دونالد ترامب والسلطات الأوكرانية.
كان ترامب تعهد خلال حملته الرئاسية بإنهاء الصراع في أوكرانيا خلال 24 ساعة فقط، دون توضيح تفاصيل عن طبيعة هذا الإجراء.
وقال بوتين في تصريحات للتليفزيون الرسمي، اليوم الخميس، إنه على استعداد للقاء ترامب بعد سنوات من انقطاع الحديث بينهما، وفق قوله.
روسيا في موقف أقوى
وفي إجابة على سؤال حول التنازلات التي يمكن أن تقدمها روسيا، قال بوتين إن موسكو باتت في موقف قوي الآن، مقارنة ببداية الحرب في أوكرانيا عام 2022.
وأشار بوتين إلى أن قواته تحقق تقدمًا على طول الجبهة، وهي ماضية في تحقيق أهدافها داخل أوكرانيا، موضحًا أنه أبدى دائمًا استعداده للدخول في مفاوضات وتسويات.
وأضاف بوتين: “بمرر الوقت لن يُصبح هناك مقاتلين أوكرانيين يريدون القتال، ولذلك نحن مستعدون للتفاوض ولكن يجب على الجانب الآخر أن يكون كذلك أيضًا”.
وذكرت رويترز الشهر الماضي أن بوتين منفتح على مناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا مع ترامب، لكنه استبعد تقديم أي تنازلات إقليمية كبيرة وأصر على أن تتخلى كييف عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ووضع بوتين شرط وحيد لإجراء أي اتفاق، وهو ضمان توقيعه من السلطة الشرعية الوحيدة في أوكرانيا والتي يعتبر الكرملين حاليًا أنا تتمثل في البرلمان الأوكراني فقط.
وقال بوتين إن روسيا لا تعترف بشرعية الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لأنه من المفترض أن ولايته انتهت في وقت سابق هذا العام، ولكنه استمر في الحكم فقط بسبب الأحكام العرفية.
ولفت بوتين إلى أن زيلينسكي يحتاج لإجراء انتخابات حتى يكتسب شرعية وقانونية جديدة لوجوده يمكن لموسكو الاعتراف بها.
اتفاق طويل الأمد للحرب في أوكرانيا
ورفض بوتين فكرة الاتفاق على هدنة مؤقتة مع كييف، قائلا إن اتفاق سلام طويل الأمد مع أوكرانيا فقط سيكون كافيا.
وقال إن أي محادثات يجب أن تُبنى على الاتفاق الأولي الذي تمت صياغته خلال الأسابيع الأولى من الحرب بين المفاوضين الروس والأوكرانيين في اسطنبول، والذي لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن.
ويرى بعض الساسة الأوكرانيين أن مشروع الاتفاق هذا يشبه الاستسلام الذي كان من شأنه أن يحد من طموحات أوكرانيا العسكرية والسياسية.
وترك الغزو الروسي لأوكرانيا البلاد في حالة صعبة، إذ قُتل عشرات الآلاف ونزح ملايين آخرين، وزاد الأمر من سوء العلاقات بين موسكو والغرب.
وحتى الآن تسيطر روسيا على نحو خمس مساحة أوكرانيا، وهي تقول إن هذه العملية العسكرية تستهدف مواجهة توسع حلف شمال الأطلسي في الشرق.
وتقف روسيا الآن على أعتاب الاستيلاء على مدن أوكرانية استراتيجية مثل بوكروفسك، والتي تُعد مركزًا رئيسيًا للطرق والسكك الحديدية .
لقد أدت الحرب إلى تحول الاقتصاد الروسي، وقال بوتن إن الاقتصاد الروسي أظهر علامات ارتفاع درجة الحرارة مما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم بشكل مثير للقلق. لكنه قال إن النمو كان أعلى من العديد من الاقتصادات الأخرى مثل بريطانيا.