تبذل المملكة جهودًا ضخمة من أجل إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، نظرًا لما تملكه من مكانة في العالم العربي والإسلامي، والنفوذ الدولي الذي تحظى به.
وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور إبراهيم النحاس إن هذا النفوذ مكنّها من أن تكون صانعة للسياسات في المنطقة.
وأضاف خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة “الإخبارية”، أن زيارة رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، وغيره من قيادات الدول العربية والغربية تصب في مثل هذا السياق.
ومن خلال هذا التواصل تتمكن المملكة من معرفة التوجهات التي يُفترض أن تتبعها، إضافة إلى أن جميع تحركاتها كانت دائمًا تذهب في اتجاه البناء ودعم الأمن والسلم والاستقرار ومساعدة الدول الأخرى في التفاهمات التي يمكن من خلالها حل القضايا المختلفة، بحسب قوله.
وتابع النحاس: “التفاهم مع المجتمع الغربي يتم بحكم العلاقات المتقدمة للمملكة معه مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا وغيرهم بصفتهم لاعبين رئيسيين في المجتمع الدولي، إلى جانب علاقتها المتميزة مع إيران بعد توقيع المصالحة قبل عامين”.
وأشار إلى أن تلك العوامل جعلت من المملكة المكان الرئيس لتلك التفاهمات التي من الممكن أن تجنّب المنطقة أي زعزعة للاستقرار.
وقال النحاس إن زيارة رئيس وزراء العراق إلى المملكة تأتي أيضًا في ضوء تلك التفاهمات التي تسعى لدعم استقرار العراق وما يمكن أن تفعله المملكة لتجنيب الدولة العراقية ما آلت إليه الأوضاع في سوريا ولبنان وغزة، أو أن تكون ضحية للتيارات والجماعات المتطرفة في الدولة العراقية.
وشدد النحاس على أن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لديه ثقة ومصداقية كبيرتين في المجتمع الدولي لأن يكون وسيطًا ويطرح السياسات التي تخدم القضايا المهمة للعالمين العربي والإسلامي وكذلك القضايا الإقليمية.
دور الحكومة العراقية في تحجيم الفصائل
أشار النحاس إلى المعاناة التي يعيشها العراق الآن من أكثر من 20 عامًا منذ احتلاله من قِبل القوات الأمريكية، وخصوصًا من التدخلات الإيرانية والميليشيات الإيرانية المتطرفة التي ترفع شعار الطائفية والعرقية على حساب الأمن القومي العراقي والعربي.
وقال: “منذ ذلك الوقت وحتى الآن حاول العراقيون الوطنيون في داخل العراق، إعادة بناء الدولة العراقية وأعتقد أنهم وصلوا الآن إلى مرحلة متقدمة من بناء حكومة قوية وأمن عراقي قوي”.
وأضاف: “الآن الدولة العراقية قادرة على السيطرة على تلك الميليشيات وكيح جماحها وتقديمها للجهات القضائية، لإجبارها على العمل لصالح الدولة العراقية ومنهجها والعمل وفق الطرق المشروعة داخل العراق.