أحداث جارية

سوريا لا زالت مطمعًا للقوى الأجنبية رغم سقوط الأسد

سوريا لا زالت مطمعًا رغم سقوط الأسد

على الرغم من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، إلا أن البلاد لا زالت مطمعًا للعديد من القوى الأجنبية التي تتدخل في مجريات الأمور بشكل أو بآخر.

ولم تهدأ الأوضاع بتولي هيئة تحرير الشام لمقاليد الأمور في سوريا، إذ تستمر بعض القوى المجاورة في قصف البلاد أو التوسع على الأرض بغرض السيطرة أو القضاء على التهديدات، بحسب قولها.

وتسعى كل جهة داخل الأراضي السورية لتحقيق مأرب مختلف، سواء كانت تركيا أو الاحتلال أو الولايات المتحدة، وفي السطور التالية نُسلط الضوء على أهداف كل جهة.

تركيا

ترى تركيا في شمال سوريا هدفًا لا مفر من تحقيقه، وهو القضاء على الجماعات المقاتلة المتحالفة مع حزب العمل الكردستاني وهي جماعة تصنفها تركيا والولايات المتحدة على أنها إرهابية.

من ناحية أخرى تسعى تركيا لتحقيق الاستقرار في المنطقة بهدف تأمين عودة اللاجئين السوريين لديها.

وبعد أن بدأ هجوم المتمردين قبل أسبوعين تقريبا، اندلعت المعارك بين الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا والمسلحين الأكراد في شمال شرق البلاد.

وهذه التحركات تثير المخاوف من احتمالية واردة للتوغل التركي، وهو ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم.

وقالت المصادر إن تركيا تحشد قواتها بالتعاون مع المليشيات المتحالفة بالقرب من كوباني، وهي مدينة ذات أغلبية كردية في سوريا استعدادًا لعملية محتملة بالقرب من الحدود.

الاحتلال

وسط التحركات من قبل هيئة تحرير الشام للسيطرة على دمشق، بدأ الاحتلال في تنفيذ غارات جوية استهدفت مقرات القواعد العسكرية لجيش الأسد.

وعلى مدار التالية رفعت إسرائيل من عملياتها إذ ضربت نحو 500 هدف ودمرت الترسانة البحرية، وأسقطت – وفق قولها – 90% من صواريخ أرض – جو السورية.

ويدعي الاحتلال أن ضرباته ضد الأصول العسكرية السورية كانت بهدف منع استيلاء الأعداء عليها.

وفي حين أن الاحتلال وجد في سقوط الأسد هدفًا لطالما تمنى تحقيقه بسبب استخدام بلاده لدعم حزب الله، إلا أنها تخشى في نفس الوقت أن يسيطر المتطرفين على البلاد التي تتشارك في الحدود مع الأراضي المحتلة.

ولم تكتف القوات الإسرائيلية بضرب مقرات الأسلحة فقط، بل توغلت لتسيطر على قمة جبل الشيخ وهي منطقة سورية تقع ضمن المنطقة العازلة بين سوريا والأراضي المحتلة طوال الخمسين عامًا الماضية.

كما توغلت قوات الاحتلال أكثر لتسيطر على بلدة بقاعسم التي تقع على بُعد 25 كيلومترًا فقط من العاصمة السورية، وهو أمر أثار حفيظة البلدان المجاورة لسوريا التي دعت الاحتلال لسحب قواته.

كما اتهم زعيم المتمردين السوريين محمد الجولاني إسرائيل بتجاوز حدود الاشتباك بتوغلها في سوريا.

الولايات المتحدة

على مدار العقد الماضي تواجدت القوات الأمريكية في سوريا جنبًا إلى جنب مع حلفائها من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد ضد تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد.

وحاليًا يتواجد نحو 900 جندي أمريكي معظمهم في الشمال الشرقي.

وتعرضت القواعد الأمريكية لمزيد من الهجمات على مدار العام الماضي، حيث استهدفت جماعات مسلحة مدعومة من إيران ومؤيدة لحماس في غزة أصولاً أميركية في سوريا والعراق، احتجاجًا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وردت الولايات المتحدة بشن غارات جوية.

وبعد سقوط الأسد، قالت الولايات المتحدة إن عملياتها في سوريا ستستمر بغرض القضاء على تنظيم داعش، وبالفعل ضربت مقرات قالت إنها تابعة لهم، خوفًا من أن تستغل الجماعة فراغ السلطة للسيطرة على البلاد.