تُعد بلدة تمير السعودية خير شاهد على الحضارات التاريخية التي نشأت في كنف المملكة منذ العصر الجاهلي.
وتقع بلدة تمير في إقليم سدير في أحضان جبل مجزّل شمال غرب مدينة الرياض، على مسافة تبعد 140 كم من شمال مدينة الرياض.
ويحيط بها من الشمال بوضة ومبايض والشعب، فيما يحدها من الجنوب قارة خزّة وطريق الرياض – سدير – القصيم السريع.
ومن ناحية الشرق يحد البلدة جبال العرمة وروضتي الحقاقة ونورة، ومن الغرب العبلة.
وتم تسمية تمير بهذا الاسم نسبة إلى موقعها وطبيعتها، إذ إنها تشتهر بنمو أشجار النخيل والتمور دون زراعة، وجاءت تسميتها بسبب كثرة ثمار التمر فيها.
وتُعرف تمير أيضًا باسم “عروس الربيع” نظرًا لكثرة الروض فيها والتي تزدهر خلال فصل الربيع.
تمير قديمًا
كعادة البلاد القديمة كان يحيط ببلدة تمير قديمًا سورًا له بوابات ضخمة يُطلق عليها “الدراويز”.
وبحسب كتاب “تمير.. تاريخ وحضارة” للباحث علي بن حمد العلي آل عثمان، فإن هذه الأبواب هي: باب البر، والمراجيم، والسليل، ونفوان، ونقبة العليا، وتمريّة.
كما اكتسبت البلدة من تشييدها داخل جبل ضخم صفات أخرى، كامتلاكها دروبًا عديدة مثل درب الغريزية، والوسيعة، والجنوبي، والباطن، وتمريّة، والقري، والوسيعة، والثنية.
وتضم تمير أحياءً قديمة وحديثة مثل حي المجابيب، وقوع الدلو، ومقنص، والركية، والمراجيم، والصعدى، والعاير، والأويسط، والسليل، والقوعة.
وذكر الأصفهاني تمير في كتابه “بلاد العرب” مرارًا، وهي تمتلك العديد من الآثار بعضها غير منسوب لتاريخ محدد.
آثار بلدة تمير
من أشهر آثار بلدة تمير “قصر كاظم” وهو أثر تم الاختلاف كثيرًا حول تاريخه، إلى جانب الأسوار والقلاع والمراقب الموجودة على حدود البلدة.
ومن بين الآثار الأخرى حامي القصيرات وسور الجماعة الذي جرى تشييده في القرن التاسع الهجري، بالإضافة إلى الآبار الجاهلية على غرار: قليب الجامع، وقاع الدلو، والركية، والركيات، ونفجة، والسفلى.
وتضم تمير عددًا من المتنزهات البرية مثل روضة نورة ووادي الشوكي ومتنزهات جبال العرمة.
واشتهرت تمير بالزراعة، نظرًا لطبيعة تربتها المختلطة بعضها من الحصى وبعضها من الطين الذي تصلح للزراعة.
وتُعد تمير مقصدًا لهواة ومحبي الرحلات البرية خلال فصل الربيع، لما لها من تضاريس مختلفة وحدائق خلابة ووديان شجيرية.
كما تمتلك تمير أسواقًا نشطة على مدار العام، ويوجد بها عدد من الدوائر الحكومية والمؤسسية مثل مراكز الشرطة والمستشفى والمدارس.
مصدر للماء
اشتهرت تمير أيضًا عبر التاريخ بأنها كانت مصدرًا للماء، ولكن مع دخول الإسلام بدأت العديد من القبائل في الاستقرار بها وأبرزهم “التيم” في عصر صدر الإسلام حتى تحولت إلى قرية.
واكتسبت تمير شهرتها أيضًا في الماضي، بسبب وقوعها في منتصف الطرق التاريخية للقوافل التي تمر بالجزيرة العربية.