تقدمت وزيرة المالية الكندية، كريستينا فريلاند، الإثنين، باستقالتها بعد خلاف مع رئيس الوزراء جاستن ترودو بسبب ترامب.
واختلف الطرفان حول الطريقة التي سيتم التعامل بها مع الرسوم الجمركية التي من المقرر أن يفرضها ترامب فور توليه السلطة يوم 20 يناير المقبل.
ومثلّت هذه الخطوة من جانب وزيرة المالية الكندية ضربة قوية لحكومة تفتقد الشعبية بالفعل.
وجاءت الاستقالة بعد رسالة قدمتها ترودو رفضت فيها مقترحات زيادة الإنفاق من جانب رئيس الحكومة، واصفة إياها بـ “الخدعة” التي من شأنها عرقلة أوتاوا عن التعامل مع رسوم جمركية قدرها 25% التي لوّح ترامب بتطبيقها.
أزمة كبرى
من المتوقع أن تترك استقالة فريلاند فراغًا كبيرًا بما يُعد مشكلة كبرى لحكومة ترودو والذي تولى المنصب في 2015، كما ستتركه دون حليف رئيسي في الانتخابات المقبلة أمام حزب المحافظين بما يهدد بالخسارة.
ومع هذه الخطوة، بدأ حزب الديمقراطيين الجدد في الضغط على ترودو من أجل الرحيل عن الحزب المعارض الذي سحب في وقت سابق من هذا العام دعمه غير المشروط للحكومة الليبرالية الأقلية لكنه استمر في دعم رئيس الوزراء في بعض التشريعات من خلال البرلمان.
ودعا زعيم الحزب، جاجميت سينغ، ترودو إلى الاستقالة، وقال إنها المرة الأولى التي يدعو فيها رئيس حكومة للاستقالة.
ولم يرد سينغ بشكل مباشر على أسئلة حول ما إذا كان سيستمر في دعم ترودو في البرلمان، قائلا إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
وقد يتم إسقاط حكومة ترودو من خلال اتحاد أحزاب المعارضة ضده وسحب الثقة منه، ولكنه أمر لن يحدث قبل أواخر يناير المقبل.
وكان زعيم حزب المحافظين، بيير بواليفير، قال إن الحكومة باتت خارج السيطرة، مؤكدًا للصحفيين إنه لا يمكن قبول تلك الفوضى والانقسام.
وقالت فريلاند إن استقالتها جاءت بعد اجتماع ساخن يوم الجمعة الماضية مع ترودو، والذي طالبها فيه بتولي منصب أقل بعد الخلاف بينهما بشأن الإنفاق.
وقال مصدر ليبرالي إن ترودو أراد أن تشغل فريلاند منصب وزيرة بدون حقيبة تتعامل مع العلاقات الكندية الأمريكية بالاسم فقط – وهو ما يعني في الواقع خفض رتبة كبيرة.
تراجع شعبية الليبراليين
بحسب استطلاعات الرأي فإن الليبراليين باتوا على وشك الهزيمة في الانتخابات المقرر أن تُجرى في أواخر أكتوبر 2025.
ولذلك بدأ الليبراليين في الضغط على ترودو للاستقالة بعد تراجع شعبيتهم بسبب الأسعار المرتفعة.
لكن الأمر آمن الآن، لأن الزعماء السياسيين الكنديين يتم اختيارهم من خلال اتفاقيات خاصة.
ويقول نيلسون وايزمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تورنتو، إن المشكلة تكم في عدم وجود آلية أمام الليبراليين لإقالة ترودو، وهو ما يمكن أن يتحول إلى ثورة حزبية شاملة.
واعتبرت فريلاند أن التلويح الأمريكي بفرض تعريفات جمركية جديدة من شأنه أن يمثل تهديدًا خطيرًا.
كان ترامب تعهد بتمزيق معاهدة التجارة الحرة الثلاثية مع كندا والمكسيك عنما تولى السلطة في عام 2017.
ولعبت فريلاند دورًا كبيرًا في المساعدة في إعادة التفاوض على الاتفاقية وإنقاذ اقتصاد كندا، الذي يعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة.