أحداث جارية سياسة

ألمانيا على موعد مع الانتخابات المبكرة بعد سحب الثقة من شولتز

ألمانيا على موعد مع الانتخابات المبكرة بعد سحب الثقة من شولتز

أصبحت الانتخابات المبكرة خطوة لا مفر منها أمام ألمانيا، بعد خسارة المستشار أولاف شولتز التصويت على الثقة داخل البرلمان، اليوم الإثنين.

وتم تحديد نوفمبر من العام المقبل موعدًا لإجراء الانتخابات المبكرة، والتي دعا إليها شولتز نفسه واعتبر أن التصويت وسيلة تمهد لها.

وخسر ائتلاف شولتز الذي انهار منذ نوفمبر الماضي بسبب النزاع على الميزانية، بعد تصويت 394 نائبا ضده، مقابل 207 لصالحه وامتنع 116 نائبا عن التصويت.

اللاعبون الرئيسيون على الساحة السياسية الألمانية

من المقرر أن يختار الألمان بين مرشحي 7 أحزاب رئيسية، والتي أعلن 4 منهم بالفعل عن مرشحيهم لمنصب المستشار.

ومن أبرز الأحزاب المسيطة على الساحة السياسية الألمانية الآن هما الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، المعروفين بشكل غير رسمي باسم الاتحاد، إذ يشكلان مجموعة واحدة.

أما الحزب الديمقراطي الاجتماعي، أو SPD، فيشكل مجموعة أخرى.

ويتم تشكيل الحكومة من خلال ائتلاف بموجب التمثيل النسبي، ويكون برئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي أو الاتحاد الاجتماعي المسيحي أو الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

ويبدأ الحزب الفائز في البحث عن شريك له لتشكيل الأغلبية، على غرار ما حدث مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي والذي حكم منذ عام 2021 برئاسة شولتز، مع شريكيه الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي وحزب الخضر.

أما في الفترة التي سبقت شولتز، حكم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بقيادة أنجيلا ميركا، بالتعاون مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر لمدة 16 عامًا.

ويترشح حاليًا على رأس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرز، فيما يترشح شولتز (ذو الشعبية المنخفضة) عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وتترشح من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف صاحب الأداء القوي في الانتخابات الإقليمية، أليس فايدل، والمعروفة بأسلوبها المتميز في الحديث وسياستها الشعبوية خصوصًا في ملف الهجرة.

ويوجد أيضًا حزب الخضر، الذي من المرجح أن يلعب دورًا قويًا في الانتخابات المقبلة، على الرغم من استبعاد حصوله على المزيد من الأصوات ليصبح أكبر حزب.

وسوف يتولى روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الحالي في البلاد، قيادة حزب الخضر.

وهناك 3 أحزاب كبرى أخرى وهم: الديمقراطيون الأحرار؛ وحزب الاشتراكيين اليساريين (BSW) الذي يحمل اسم زعيمته سارة فاجنكنيشت؛ وأخيرًا حزب اليسار (Die Linke)، وهو حزب سياسي يساري.

وحتى الآن لم تعلن الأحزاب بشكل رسمي عن مرشحيهم للانتخابات.

وتُشير التوقعات إلى أن كفة الانتخابات تميل أكثر لصالح ميرز زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي، ليكون المستشار الجديد لألمانيا، على الرغم من عدم وجود أي تحول غير متوقع في استطلاعات الرأي.

وتكشف استطلاعات الرأي عن تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي على الأحزاب الأخرى، بنسبة 32% من تأييد المستطلعين.

وفي المركز الثاني يأتي حزب البديل من أجل ألمانيا بنسبة 18%، أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فيأتي في المركز الثالث بنسبة 16%، والخضر بنسبة 14%.

القضايا الرئيسية التي تؤثر على الانتخابات

على الأغلب سيكون الاقتصاد المحرك الأكبر لتوجيه الناخبين خلال الانتخابات المقبلة، وذلك بسبب التداعيات السيئة التي حملتها قيادة شولتز للبلاد في هذا الملف.

وكان البنك المركزي الألماني قال في مراجعته الأخيرة إن النمو في ألمانيا من المقرر أن يشهد ركودًا خلال الفترة بين 2024 و2025، ولن يبدأ في التعافي إلا ببطء خلال عام 2025.

ومن المرجح أن تركز النقاشات حول إعادة إحياء صناعة السيارات الألمانية، والتي تشهد مشكلات جوهرية ما يزيد الضغوط على الاقتصاد، بحسب البنك المركزي.

وتواجه شركات كبرى، بما في ذلك فولكس فاجن، إحدى أكبر شركات تصنيع السيارات في العالم، تسريح أعداد كبيرة من العمال وإغلاق مصانعها.

ويأتي ملف الهجرة أيضًا ضمن القضايا الحاسمة التي تتر أثرها على الانتخابات، خصوصًا في ظل سعي الأحزاب لجذب الأصوات بعيدًا عن حزب البديل الذي اكتسب شعبية متزايدة في هذا الملف.

وكان شولتز اتخذ خطوات خلال الأشهر الأخيرة بفرض عمليات التفتيش على الحدود، وهو ما اعتبره البعض محاولة لاستقطاب الناخبين الذين بدأوا في الميل نحو حزب البديل.

وسوف يلعب انهيار نظام الأسد في سوريا دورًا أيضًا في النقاش الوطني، فقد استقبلت ألمانيا عددًا من المهاجرين السوريين أكبر من أي دولة أوروبية أخرى أثناء الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد.

وقد بدأت بالفعل حملات حول كيفية تعامل كل حزب مع المهاجرين.

مرحلة ما بعد الانتخابات

بنسبة كبيرة لا شك فيها سيكون حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي بقيادة ميرز هو الفائز في الانتخابات المقبلة.

ولكن من ناحية أخرى فإن الحزب لن يكون قادرًا على الفوز بأغلبية مطلقة من المقاعد الـ630 المطروحة، لذلك سيكون عليه اختيار حزب آخر أو أكثر لتكوين ائتلاف حاكم معه.

وأمام حزب الاتحاد الديمقراطي خيارين، الأول هو التعاون مع حزب البديل الذي قد يشهد تحولًا غير مسبوقًا إذا صدقت استطلاعات الرأي بفوزه في الانتخابات، إذ لم يحصل في السابق على أكثر من 94 مقعدًا فقط.

واحتل البديل المرتبة الخامسة من حيث الحجم في عام 2021 والمرتبة الثالثة من حيث الحجم في عام 2017.

ولكن البديل قد يكون آخر الاختيارات التي يمكن للحزب الديمقراطي المسيحي التفكير فيه، ولذلك لن يتبقى سوى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي عمل معه سابقًا في عهد ميركل، أو حزب الخضر اليساري ولكنه خيار سيحمل الكثير من الاختلافات نظرًا لاتجاهاته اليسارية الشديدة.